-A +A
محمد المطيري mohamedh_00@


إن اعتقادك أن لعب كرة القدم عبارة عن موهبة وإمتاع داخل المستطيل الأخضر قد يكون اعتقادا غير كافٍ، فلعبة كرة القدم كومة مشاعر بين فرح، حزن، غضب، فخر، فالجميع يريد الانتصار مهما كانت طريقته.


البرازيليون مثلا حققوا النجاحات باللامركزية و اللعب الممتع، الإيطاليون أيضا حققوا النجاحات بالانضباط الدفاعي أو كما تعرف بالكتناشيو، الإسبان من جانب آخر حققوا النجاحات بالتكتيكات الفلسفية والاستحواذ على الكرة لمدة طويلة، وقاموا بتطوير فكر الهولنديين بلعب الكرة الشاملة.

أما الألمان فقد حققوا النجاحات بالألعاب البدنية الهوائية والالتحامات البدنية كما يجيدونها، والإنجليز أسلوب لعبهم مشابه تقريبا للعب الألماني واعتمادهم على الألعاب الهوائية والالتحامات البدنية.

ولو سألت شخصاً في يونيو ٢٠٠٤ عن توقعاتك من سيكون بطلاً ليورو ٢٠٠٤؟ سيقول فرنسا بقيادة زيدان وهنري، أو هولندا بأسماء لاعبيها، أو البرتغال المستضيفة، أو إيطاليا ودوريها القوي، أو إنجلترا بجيلها الذهبي بقيادة بيكهام ومايكل أوين.

لن تجد من يرشح منتخب اليونان أن يكون بطلا، وحتى بلوغ الدور الثاني كان مستبعداً بتواجد البرتغال المستضيفة، وإسبانيا صاحبة الدوري القوي، والأسماء اللامعة، وفي النهاية حققت اليونان البطولة بتكتيكها الدفاعي المنضبط الذي هزم منتخبات البرتغال وفرنسا والتشيك.. وتوّجت ضد البرتغال المستضيفة.

حالياً الجميع يتفق أن بيب غوارديولا يقدم أجمل وأمتع كرة في آخر ١٠ سنوات، ولكن..!

هل بيب حقق أعلى طموحات ملاك بايرن ميونخ ومانشستر سيتي بدوري الأبطال؟ حتما لا.

لأن بيب واجه أذكى المدربين الذين أوقفوه عن ربط متعة الكرة مع النتيجة المثالية.

فمن ينسى إياب نصف نهائي دوري الأبطال 2010 ضد إنتر ميلان الذي طُرد منه أهم لاعب بمنتصف ملعبه، عن "تياغو موتا" أتحدث، وكيف تعامل حينها السبيشل ون خوزيه مورينهو مع ظروف المباراة، فقد نجح في عزل وسط برشلونة عن هجومه، وقام بتكتيكات دفاعية عميقة ساعدت النيراتزوري في حصد بطاقة النهائي في ملعب الكامب نو.

ومن ينسى خروج عملاق بافاريا من فريق دييغو سيميوني أتلتيكو مدريد، في نصف نهائي دوري الأبطال 2016 الذي وصفه البعض بأن سيميوني قتل متعة المباراتين بأسلوبه الدفاعي. لذلك الجماهير لا تبحث عن فريق يمتعها، بل عن فريق يجلب الانتصارات والبطولات.

الذي أريد أن أصل إليه أن من يبحث عن المتعة، فعليه الذهاب إلى السيرك، أو دور السينما لمتابعة الأفلام، فلعبة كرة القدم عبارة عن انضباط، وأداء، ونتائج.

* كاتب سعودي