-A +A
مريم النويمي
طالما كانت مهنة الآباء يتوارثها الأبناء فابن النجار نجار وابن الحداد حداد، وهكذا يتوارثون مهنهم كما يتوارثون أسماءهم، وحينما انتشر التعليم كثر الأطباء والمهندسون وربى هؤلاء أبناءهم على حب مهنهم وشجعوهم على تعلمها والعمل بها، فأصبح ابن الطبيب طبيباً، وابن المهندس مهندساً، حباً في المهنة والوضع الاجتماعي المرتفع.

اليوم الوضع أصبح مختلفا، حيث أصبح أكثر الآباء لا يحبذون توجه أبنائهم لمهنهم، فعدد من الأطباء مثلاً لا يشجعون أبناءهم على دراسة الطب! لماذا ؟


هل بيئة العمل أصبحت طاردة؟ ما الذي يواجهه في عمله ولا يقبله لابنه؟

أم أن الجهد لا يساوي المقابل! قلة الفرص الوظيفية أحياناً تجبرك على تغيير خططك المستقبلية وأحلامك ربما ! أم أن الضغوطات التي يواجهها لا يريد لأبنائه أن يعيشوها!

يؤمن الكثير من الآباء والأمهات أن من واجبهم كشف السلبيات التي واجهوها في أعمالهم لأبنائهم، وقد لا تكون معروفة لدى من لا يعملون فيها.

هذا ينطبق على الأطباء وغيرهم من المهن المرموقة والمتعبة مثل التعليم والطيران والصحافة..

معتقدات الآباء حول النجاح، وكيف يكون النجاح وما يشكل «وظيفة جيدة» أو «حياة مثالية» وتجاربهم الخاصة في مهنهم يؤثر غالباً على قرارات الأبناء في اختيار تخصصاتهم.

وخيارات الأبناء هي غالباً مزيج من القناعة والإقناع.

وأنا أؤمن أنه لا وجود لمهنة مريحة ولكن يوجد حب للمهنة وبيئة مشجعة للاستمرارية، فإذا توفرت سيعود ابن الوز عواماً.

* طبيبة وكاتبة سعودية

malnuaimi@moh.gov.sa