-A +A
حمود أبو طالب
أولاً، من أراد أن يقول إنه جلد للذات وانتقاص لأوضاعنا ومبالغة في الحلم للوصول إلى ما لا نستطيعه الآن وإننا نريد حرق المراحل بسرعة و.. و.. الخ. أبداً أبداً ليست القضية هكذا، وحتى لو حلمنا بحرق المراحل لماذا لا نفعل ونحن عليها من القادرين.

لقد بدأ العام الدراسي الجديد وكل عام وأنتم بخير، ولكل الآباء والأمهات الذين شيعوا أبناءهم وبناتهم بنبض قلوبهم، عسى الله أن يحقق أحلامكم فيهم ويوفقهم لما فيه الخير. أنا مثلكم كل عام أستعد لهذا اليوم، أبناء وبنات احتفيت معهم وقلقت معهم ورجف قلبي حد التوقف وأنا أستعد لصباح اليوم الدراسي الأول، لكني أمر الآن بتجربة مختلفة تماما.


قبل أسبوع، هنا في هذه المدينة الأمريكية وصلنا بريد إليكتروني من مدرسة حفيدتي سيلين يبلغنا بموعد التهيؤ لليوم الدراسي الأول، هي ستنتقل إلى الصف الأول وذلك ما يعتبرونه مرحلة فاصلة في الدراسة والحياة. ذهبنا حسب طلب المدرسة واستمعنا وهي معنا إلى ورشة عمل علمية كثيفة المعلومات، كيف ستكون دراستها وكيف تتعاون الأسرة والمدرسة لضمان نجاحها وتفوقها. استلمنا قائمة بطلبات المدرسة لكامل العام الدراسي لا تتجاوز تكلفتها أقل القليل مما تطلبه مدرسة حكومية أو خاصة لدينا في أقل من فصل دراسي. اتفقنا على وجبة المدرسة ونوعها وتكلفتها، واتفقنا على كيفية تنمية هواياتها ومواهبها، وكيف نتعاون على تكريس الإيجابي فيها وتقليص السلبي.

خرجنا وسيلين تتشوق لليوم الدراسي الأول، وعند الباب قضينا وقتاً ممتعاً في الحديث مع معلمتها القادمة، بحيث لا تكون غريبة عليها في يومها الدراسي الأول وإنما وجها مألوفاً لديها. قلت لمعلمتها إنني غير مقيم بصفة مستمرة في أمريكا حتى تتحدث معي بكل تلك التفاصيل، لكنها أكدت لي أنها تمثل المدرسة في التعبير عن الشكر لأن عائلة بكل أجيالها حضرت لتهيئة ابنتهم لليوم الدراسي الأول، وأنه لا بد أن أكون عضواً فاعلا في تهيئة البيئة الدراسية المثلى لسيلين، وأنني سأعرف كل معلومات دراستها لأني أصبحت شريكا في تعليمها.

لماذا لا نحرق المراحل ونلحق بهم.

*كاتب سعودي