-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
نخرج إلى الدنيا أطفالا، لا نعلم كيف ستكون حياتنا، هل نحن من عائلة مرفهة؟ هل ستكون في فمنا ملعقة من ذهب؟ أم شوكة من شوك البرشومي، لأننا في هذه الحالة، من الصعب أن تكون لدينا شوكة من معدن، أو حتى من تنك، وربما تكون مصدية، طيب إذا كانت ملعقة من ذهب، هل سيفرق طعم الحليب؟ وهل فائدته ستصبح سوبر ستار حليب؟ وإلا ما فرقت، وربما إذا كنت من حسبة «الفقرانين» لو أقدر وأنطق أقول يا عمي بلا ملعقة ولا مغرفة، حليب الوالدة ألذ و«أفود»، وبعدين أي ملعقة بتعطيني دفء وحنان حضن الوالدة «حامض يا عنب»، وعندما أكبر وأبدأ بممارسة اللعب، هل الألعاب الإلكترونية التي يلهو بها ذوو المال، أفضل من ألعابي الخشب أو القطن أو الكرة «المنسمة» التي اشتراها أبوي من يوم ما حفروا البحر، لأنه يعتقد أنه سينجب «لعيب» كورة، وبعدين جدي «رنو حتة علقة»، وقال له: «يا واد بلا كورة بلا مسخرة، اسرح دور فضل الله، شف لك تكسي تكد عليه، والا روح الحلقة بيع برسيم أصرف لك، تطلع على الأقل بقرشين حلوين»، ولو علم جدي آخرة أبويا ما كان نصحه هذه النصيحة المهببة، شوفوا الآن لاعب أيامنا هذه ملايين بالهكي واللعب يا قلب العنا، ولكن أرجع لعقلي وأقول لو لعب أبويا الكرة في ذاك الزمان كان يمديه مرضان ومفلس.

طيب، أولاد الأغنياء يا جماعة ما شفت لاعب مبدع منهم، هل لأنهم ليسوا في حاجة الريال؟ والا لأنهم أقل إبداعا؛ لأنه كما يقولون الحاجة أم الاختراع، وعلى فكرة حتى الآن لم يفسر أحد لماذا لم يقولوا أبو الاختراع هل لأن الحاجة مؤنثة كلغة؟ أم لأن الأب ما يولد وبالتالي من فين يجيب الاختراع يا حبة عيني، ولو كان هو الذي يجيب الأطفال كان شكا وبكى، وبدل ما يروح ساعتين ثلاثة للشغل ما يروح أصلا ويقول يا جماعة أنا عندي عيال بربيهم.


طيب، سؤال هم الأغنياء ليه يتوظفون؟ أنا الذي ألاحظه أن الكثير من الأغنياء موظفين، تسأله يا أخي أنت عندك خير ايش تبغى بالوظيفة يرد: «هذا حق من حقوقي كأي مواطن صالح»، وبعدين هل أنا سألت أي فقير لماذا يعمل ومن ثم ليه حضرته يشتغل ويتعب نفسه؟ أصله فقير كذا ولا كذا، يعني حيجيب راس كليب، طيب أنا مفيليس أفندي أبغى أعمل مشروع ماني شايف مشكلة أروح البنك، أحصل قرض وابدأ مشروع محندق على قدي، رحت للبنك قالوا لي: «لازم يكون عندك أسيت»، أرد يا جماعة أيش تبغوا بالأسيد هذا يحرق؟ يردوا أسيت بالتاء يعني عقار قلت: «عندي وانا أبو هندي حتى أبلع يوميا منه حبتين من الصداع اللي خاواني من الفقر وضيق الصدر»، يردوا يا حليلك عهدك عهد قمري، عقار يعني أرض أو شركة أو فلوس في البنك إذا عندك نقرضك، أرد عليهم هو لو عندي كان جيتكم أنتم قرضمتوني وما بقي فيّه حيل، ويأخذني مراجع على جنب ويؤشر إلى شخص ويقول هذا عنده مليارين كاش وحار يا فول دوبه استلم قرض بثلاثة مليار، وخرج زعلان لأنه كان طالب عشرة مليار ما يخافون الله وما أعطوه إلا ثلاثة شايف كيف! خرجت وقد قررت بملء إرادتي أن أظل فقيرا بلا فلوس بلا طمع بلا وجع قلب. وليعش المليارديرية الغلابا.