-A +A
حمود أبو طالب
انتهجت «عكاظ» فلسفة وتوجهاً يخرج بها من كونها مجرد صحيفة يومية سيارة واسعة الانتشار إلى الاضطلاع بدور مؤسسة ثقافية واجتماعية ومنبر حواري بين المسؤولين والطيف الاجتماعي بكل مكوناته وتخصصاته واهتماماته، وليس في هذا القول عاطفة لأني ابن «عكاظ» ولأنها التي قدمتني وما زلت منتميا لها، بل لأن هذه هي الحقيقة، فقد تبنت «عكاظ» منذ سنوات بعيدة حوار المواطن والمسؤول الذي استضافت فيه كبار مسؤولي الدولة من وزراء وغيرهم لنقاش القضايا ذات العلاقة بمجال كل منهم، وقادت مبادرات اجتماعية خلاقة في شؤون مختلفة، واحتفت بفضيلة الوفاء والتكريم لرموز وطنية عديدة، وهذا الجانب تحديداً هو ما جعلني أتحدث عنها اليوم.

مع كل هموم الصحافة ومتاعبها الراهنة تصر «عكاظ» على الاستمرار في دورها الريادي، فقد قررت إقامة احتفالية كبيرة مساء الخميس الماضي بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وأيضاً اليوم العالمي لحرية الصحافة كي تحتفي بشخصيتين بارزتين في بلاط صاحبة الجلالة، الرمز الكبير والصحافي العملاق الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض السابق رحمه الله، والأستاذ مصطفى إدريس فنان الصحافة وفيلسوفها، نائب رئيس تحرير «عكاظ» رحمه الله، بحضور كبار الصحافة كمتحدثين عن الشخصيتين، هاشم عبده هاشم، خالد المالك، عبدالله مناع، عثمان العمير وقينان الغامدي، مع حفظ المقام والألقاب لهم جميعاً، وبحضور جمع كبير من المثقفين والإعلاميين. ولم تتوقف الاحتفالية على ندوة الحديث عن الراحلين فقط، بل كانت موشاة بالشعر فصيحه وعاميه، وكذلك الموسيقى والغناء، وورشة الفن التشكيلي الحية المصاحبة، باختصار كانت ليلة ثقافة وفن ووفاء وجمال، قادها الجميل «جميل الذيابي» رئيس التحرير وكتيبته العكاظية الجميلة المسكونة بالإبداع.


المؤسسات الصحفية العريقة أكبر من كونها تصدر صحيفة كل صباح، إنها تقود حراكاً وطنياً واجتماعياً وثقافياً وتنويرياً لا يجب أن يتوقف تحت أي ظرف، ولا يجب أن نتركها تواجه المتاعب وحدها لأنها صوت الوطن.