-A +A
حمود أبو طالب
نحتاج إلى مزيد من الفرح بمزيد من الإنجازات، نحتاج أن نثبت لأنفسنا أولاً أننا قادرون على خلق الإيجابية في ذواتنا لنتخطى عثرات الماضي ونقفز بخفة ورشاقة وإصرار متجاوزين بوابات الحلم إلى مستقبل أجمل يليق بنا، ونحتاج أن نثبت للعالم الذي قررنا اقتحامه برؤية مختلفة طموحة واثقة أننا قادرون على تحقيقها، نريد أن نقول له إننا لسنا فقط أرامكو وحقول الغاز وسوق المال، لسنا مجرد أرقام أو شعب لا يملك قوة سوى قوة اقتصاده.

الرياضة، الثقافة، الفن، الأدب، الموسيقى، عناوين بارزة للشعوب المتحضرة، وبطاقات تعريف بها لدى مجتمعات العالم. لا يكفي أن تعرف بلدك دوائر السياسة في أي دولة مهما كانت أهميتها، الأهم هو حضورها في أذهان المجتمعات، في الشارع، في المحافل الإنسانية، حيث يعرف الإنسان حقيقة الإنسان الآخر.


مساء الثلاثاء عدنا إلى واجهة غادرناها طويلا، الفرحة الشعبية العارمة بتأهل منتخبنا لكأس العالم تؤكد تعطشنا إلى الحضور في شأن غير سياسي أيضا، وهو شأن قد حضرنا فيه بقوة ذات مرحلة، لكننا أهملناه فغبنا عنه. لقد ظهر الناس وكأنهم يبحثون عن حلم كان قريبا منهم لكنه ضاع منهم، وعندما اقترب مرة أخرى احتفلوا به بشكل أسطوري، وكان حضور الأمير الشاب ولي العهد ومهندس رؤية المستقبل بتلك البساطة والقرب من اللاعبين والجمهور مظهراً جديداً وقوةً دافعة للفوز، وأيضا كان لحضوره رمزية مهمة في أن وجوده في الملعب لا يقل أهمية عن وجوده في مكان آخر له علاقة بمستقبل الوطن.

لقد وصلنا إلى مونديال روسيا، وحتماً سيجتهد شبابنا لتحقيق حضور لافت. ليس مستحيلا أن نحقق مفاجأة مذهلة هناك إذا أردنا ودعمنا الإرادة بالإعداد الجيد من الآن. نستطيع أن نبدع في مجالات كثيرة ونثبت إبداعنا وننقله لمجتمعات العالم. نعم نستطيع، ومبروك للوطن عودة حلم جميل من أحلامه لا نريده أن يفرط فيه.