-A +A
عبير الفوزان
للإخونجي قاموس لغوي خاص به يستطيع، الذي حباه الله بملكة التبصر اللغوي أن يميزه، حاله حال اليساري والقومجي وغالبية ممن استهلكتهم المنابر، ولاكتهم الحياة لعلهم يحققون نصرا سياسيا، لكنهم موصومون قبل أن يوسموا بالفشل الذريع، فالنوايا مطايا.

الإخوان بجميع جنسياتهم، من المحيط إلى الخليج، وأنواعهم ذكورا وإناثا، متعلمين وجهلة، فقراء وأغنياء، يتبوأون مناصب في الدولة، أو (هوملس)، رغم أني أشك أن هناك إخوانيا (هوملس)، لهم قاموس منبري يليق بذلك الزمن السحيق، زمن الخطب الرنانة، والصوت العالي، والكلمات الجارحة، فاللغة القذرة سلاح نافذ من وجهة نظرهم والاتهامات التي تمس الأخلاق هي الطبق الشهي الذي يسيل عليه لعابهم.


حدثني أحد الثقات!! أن الإخواني عندما يحجر في زاوية، حاله هذه الأيام، يتبع أحد الأسلوبين: الأول إما أن يلجأ إلى الكمون والرقود - مثل بعض البذور- أو يتبع الأسلوب الآخر وهو أن يتحول إلى أميبا تسيح على الأرض وتمر بين قدمي الحاجر له، لتتشكل أفعى أو كلبا أو أي كائن يلائم الانقضاض.. فالإخواني لا يواجه عندما يُحجر في الزاوية خوفا من نهايته، لأنه مولع بالحياة أكثر من ولع راقصة من صقلية في القرن السابع عشر!

الإخواني يُلوح أمام أعدائه بكلمات مثل: الشرف.. العار.. الخيانة.. التآمر..الجهل.. إلى حد أن اخترع كلمة جديدة يرمي بها الأنقياء وهي (الوطنجي). هؤلاء هم الإخوان الذين يعتركون معترك السياسة، وهذه لغتهم، أما على المستوى الاجتماعي ومن خلال خبراتي أنا، لا كما يقول الثقات: أتمنى لو ألتقي بإخوانية كريمة، ذات قيم أخلاقية أصيلة، صادقة اللغة، غير جحودة، تحب وطنها، غير متلونة، هينة لينة.. سهلة المعشر.. لكن.. قاتل الله الأدلجة!