-A +A
حمود أبو طالب
إلى هذه اللحظة من مساء أمس لا نعرف ماذا سيتمخض عنه مؤتمر وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للرد على ردها، لكننا نكاد نجزم أن رد قطر غير إيجابي أبداً استناداً إلى تصريحات وزير الخارجية القطري يوم إرسال الرد، وكذلك تصريحاته يوم أمس في تشاتام هاوس (المعهد الملكي للشؤون الدولية) في لندن، وقبل ذلك تعامل قطر مع الأزمة منذ بدايتها الذي امتزج فيه الاستخفاف واللامبالاة واللامسؤولية تجاه قطر وشعبها أولاً ومحيطها الخليجي والعربي.

التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية القطري في تشاتام هاوس يوم أمس مضحكة ومؤسفة أيضا فهو يقدم معلومات مغلوطة تدل على ضحالة دبلوماسية وجهل سياسي، لقد أراد تسويق قضية قطر باعتبارها دولة حريات واستقلالية سياسية تختلف عن سياسات دول الخليج، وداعمة لمطالب الشعوب التواقة إلى الحرية. بهذا الشكل وفي هذا السياق يقول الوزير إن قطر تستضيف جماعات سياسية سواء اتفقت أو اختلفت معها. حسناً، ما هي هذه الجماعات؟ إنها طالبان في البداية والقاعدة وكوادرها الرئيسية التي سوقتها قطر إعلاميا وجماعة الإخوان بكل مساوئها ومؤامراتها، والحوثيون وبعض كوادر حزب الله والحرس الثوري ومجموعة من الخليجيين المارقين على أنظمتهم بدعم قطر وتشجيعها، فهل هذه هي المعارضة السياسية التي تدعي قطر أنها تستضيفها في سبيل حرية الشعوب المضهدة؟


إنها جماعات إرهابية تحت طائلة القانون الدولي ومدانة بجرائم في حق الشعوب ومؤامرات لتقويض الأنظمة الشرعية في الدول المستقرة التي تناهض مشروع الفوضى والتقسيم وتحويل المنطقة إلى يباب، وبالتالي فإن استضافة قطر لها ودعمها إدانة دامغة على تبنيها الإرهاب وتصديره.

لقد ثبت الآن أن قطر تصر على استمرارها وكراً للمنظمات والكيانات الإرهابية لزعزعة أمن واستقرار محيطها، وأنها تحاول تسويق قضية مختلفة تظن أنها ستنطلي على الآخرين، لكن الرد المناسب سنعرفه بعد اجتماع القاهرة، وعلى نفسها جنت قطر.