-A +A
حمود أبو طالب
مؤسف جداً أن تدخل قطر قائمة إرهاب الدولة، أي الإرهاب الذي تتبناه الدولة كجزء من سياستها أو ترعاه وتحتضن كوادره وتحميهم وتهيئ لهم الوسائل والإمكانات لممارسته من داخلها ضد الآخرين. كنا نعتقد أن إسرائيل فقط هي النموذج لهذا الإرهاب منذ قيامها، وإذا بإيران تلحق بها وتتفوق عليها، ومهما كانت توقعاتنا في السابق لم تكن لتصل إلى الاعتقاد بأن دولة شقيقة خليجية عربية مسلمة سوف تكون في يوم من الأيام حاضنة لأسوأ التنظيمات والكيانات الإرهابية ورموزها الذين تأصل فيهم فكر الإرهاب للإضرار بأوطانهم وأوطان غيرهم.

القائمة التي أعلنتها المملكة ومصر والإمارات والبحرين قبل البارحة والتي ضمت 12 كيانا و59 فردا لم تكن خبط عشواء أو نتيجة شكوك واحتمالات، أولاً لأن الجميع يعرف الكثير عنهم، وثانياً لأن الدول الأربع لن تدرج تلك الكيانات وأولئك الأفراد على لائحة الإرهاب إلا بعد معلومات مؤكدة وأدلة دامغة أنهم كذلك، لأنها دول تملك أجهزة أمنية عالية المهنية والاحتراف، وفي كل الأحوال كان يجب اتخاذ هذه الخطوة منذ وقت طويل، لكن كان الأمل أن تتراجع قطر عن استمرارها باحتضانهم أو تحد من نشاطهم على الأقل، لكنها لم تفعل وإنما جندتهم وأطلقت أيديهم للعبث بأمن أشقائها تحت إشراف رسمي، ووضعت بعضهم في مراكز القرار الأعلى لسياسة الدولة وتوجهاتها.


المشكلة هي في اعتقاد قطر أن المتضررين منها غافلون عن ممارساتها أو غير قادرين على رصد كل مؤامراتها بالأصالة والوكالة، وهذه سذاجة متناهية لأن هناك معلومات أخرى أسوأ وأخطر لم يعلن عنها بعد لكنها سوف تعلن إذا دعت الحاجة باستمرار سياسة قطر في مغامراتها العبثية التي تمثل خطرا كبيرا عليها ولا أحد سواها، لأن من تروم الإضرار بهم قادرون على حماية أوطانهم منها ومن غيرها.