-A +A
سعيد السريحي
يمكن لنا أن نتفق مع وزير التعليم حين يرى في تصريحه لـ«عكاظ» المنشور يوم أمس، أن قراره بإعفاء قائد المدرسة التي مزق طلابها الكتب ليس قرارا متسرعا، إذا ما اتفق معنا وزير التعليم حين نرى أن قراره بتكوين لجنة لدراسة ظاهرة تمزيق الطلاب للكتب عند الفراغ من الاختبارات قرار متأخر، فلم يكن طلاب تلك المدرسة هم أول طلاب أقدموا على ذلك الفعل، ولو تم إعفاء كل قائد مزق طلاب مدرسته كتبهم ما تبقى قائد مدرسة واحدة لم يتم إعفاؤه.

الظاهرة متجذرة وكان من المتوجب دراستها من قبل، ليس حماية للكتب من أن تتعرض لهذا الضرب من الامتهان وإنما لإعادة ترميم العلاقة بين الطالب والكتاب، ذلك أن تمزيق الكتب المدرسية إنما يعبر عن علاقة متوترة بينهما يشعر الطالب من خلالها برغبة في الانتقام من الكتاب الذي ظل يشعر بأنه مقيد به ومضطهد بسببه ولذلك تكون لديه الرغبة في التخلص منه، والأخطر من ذلك أن يكون الكتاب تعبيرا رمزيا عن كل جوانب العملية التربوية فهو رمز للمدرسة والمدرس والإدارة والعلم نفسه، وتمزيق الكتاب يستبطن تمزيق كافة جوانب العملية التربوية ويرمز إليها.


إعادة ترميم العلاقة بين الطالب والكتاب هي في جوهرها ترميم لعلاقته بالعملية التعليمية برمتها، وإذا كان القرار جاء متأخرا فينبغي على الأقل أن يكون جادا بنفس الدرجة من الجدية التي تحدث بها الوزير حين قال إن قرار إعفائه لمدير المدرسة قد انتهى.