-A +A
عبير الفوزان
منذ سنوات والوسطيون يحذرون من مغبة التطرف الذي تسلل إلى الكثيرين من باب العجب والتقليد، فاختلت المعايير ليُنعت المتطرفون أنفسهم بالوسطيين ليتقبلهم من يرى أن خير الأمور الوسط. بينما الوسطي أخرجوه من دائرة الدين. لذا انتبذ الوسطيون الحقيقيون أنفسهم بعيدا عن مجتمعات التطرف التي باتت شعبوية وغوغائية أكثر من كونها فكرا معتنقا.

العاقبة كانت أكبر مما تخيلها البعض، فكما يقول المثل الشعبي: «قال من وين باب النقص.. قال من باب الزود» أي أن النقص يأتي من التناهي والزيادة. هو خلل يجتاح معتقدك ويدمر أفكارك ودينك وكل حياتك، وحتى حياة المحيطين بك.. يورثك الضغينة والبغضاء ويحولك من إنسان منتج إلى كائن عنيف شره في التناهي ينتج ببراعة الإرهاب والكراهية.


المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف الذي دشنه الملك سلمان، حفظه الله، والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بحضور قادة وزعماء دول إسلامية، هو مواجهة حاسمة وستكون فاعلة، بإذن الله، عندما لا يتسلل إليه المتطرفون بثيابهم المسبلة عنوة، وبلحاهم الحليقة عنوة أيضا. فالمظهر الذي يتشدق به بعض المتطرفين لم يعد يخال على الكثيرين.

لذا.. كم نتمنى أن يكون مركز «اعتدال» بالفعل اعتدالا يواجه الأفكار المتشددة، وبالتالي يحارب الفكر المتطرف بكل أشكاله، مما يعود على وطننا وبلاد العالم أجمع بالخير.

الوسطية الحقيقية تبدأ من الأفكار والانفتاح ومحبة السلام، وتقبل الآخر، وليست وسطية مزورة يتشدق بها الكثيرون في المجالس، وفي التغريدات، بينما لو نبشت ماضيهم لوجدتهم من عشاق التناهي، والتطبيل للعنف ومع الخيل يا شقرا.

المركز أمامه مهمة كبرى تتجلى في نشر مبادئ الوسطية، التي مازالت غير محددة لدى البعض، فيختصرونها في المظهر، بينما المخبر سحيق معتم في التناهي، كذلك مواجهة الفكر المتطرف برصده أولاً، ليتسنى له بالتالي حماية المجتمع وتحصينه.

abeeralfowzan@hotmail.com