-A +A
عبدالله عمر خياط
.. في الساعات الأخيرة من عمر أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز -رضي الله عنه- وهو يحتضر قال له رجاء بن حيوة: «هؤلاء بنوك وكانوا اثني عشر ألا توصي لهم بشيء، فإنهم فقراء؟ فقال {إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين} والله لا أعطيهم حق أحد، وهم بين رجلين، إما صالح فالله يتولى الصالحين، وإما غير صالح فما كنت لأعينه على فسقه. ثم استدعى بأولاده فودعهم وعزاهم بهذا، وأوصاهم بهذا الكلام، ثم قال: انصرفوا عصمكم الله، وأحسن الخلافة عليكم. قال: فلقد رأينا بعض أولاد عمر بن عبد العزيز يحمل على ثمانين فرسا في سبيل الله».

تذكرت هذه الرواية وأنا أقرأ في كتاب وضعه سعادة الدكتور وليد عرب هاشم وعنوانه:


طريق للثراء

وهو متوج على الغلاف بالآية الكريمة: {إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} وهي التي استهل بها الدكتور وليد بمطلع مقدمة الكتاب وعنوانها «الثراء ليس حصراً على أحد»: أثبت التاريخ أنه لا توجد ثروة مهما كان حجمها لا يمكن إهدارها وضياعها، فهناك سلاطين كانوا في قصور مطلية بالذهب، وأصبح أحفادهم على حد الكفاف، وهناك من أثرى أثرياء العالم تحولوا في نفس الجيل وانقلب حالهم إلى مسألة غيرهم ليتجنبوا الإفلاس، وبالتالي فإن الثروة مهما كانت من ضخامة فإنها لا تضمن استمرار الثراء، ولو التفتنا حولنا لوجدنا أمثلة كثيرة لأثرياء الأمس اختفوا من قائمة الثراء اليوم.

والعكس صحيح فلقد أثبت التاريخ أيضاً أنه لا توجد حالة من العدم أو الفقر لا يمكن أن تتغير بإذن الله وتصل للثراء، بل والثراء الفاحش، بل إن معظم الأثرياء اليوم هم عصاميون ولم يكن لهم أي ذكر قبل أن يستطيعوا تكوين ثرواتهم وحفر أسمائهم في قوائم أثرياء العالم.

كما شملت المقدمة على قوله: «وللأسف فإن مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية بصفة عام لا توفر المهارات المطلوبة لتكوين الثروة والحفاظ عليها، وهذا قصور عام تجده تقريباً في كل بلد، فالتعليم يركز على أساسيات الكتابة والقراءة والحساب وعلوم أخرى وقد يكون بعضها مهما وأساسيا للحياة، ولا بد من اكتسابه، ولكن الحياة تتطلب أيضاً القدرة على النجاح في تكوين الثروة وفي تجنب الفقر».

تحية تقدير لأخي الكريم الدكتور وليد عرب هاشم الذي أوضح كثيراً من مسالك النجاح لمن يكتب.. والله يشهد أن الدكتور صادق في كل حرف خطه قلمه في هذا الكتاب.

السطر الأخير:

قال الله تعالى بسورة الذاريات: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}.