-A +A
حمود أبو طالب
بحسب تصريح الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات فإن الأجهزة المختصة ضبطت حوالى مليوني حبة كبتاجون خلال فترة الاختبارات، منوها أن المروجين يستغلون هذه الفترة لزيادة توزيعهم. مثل هذا التصريح نسمعه في كل فترة اختبارات منذ سنوات حتى تكاد تكون الاختبارات والكبتاجون متلازمة معروفة للجميع.

هذا الخبر يحيلنا إلى موضوع هذه الكارثة التي يعاني منها مجتمعنا بشكل أشد سوءا من بقية المجتمعات في مقابل جهود متواضعة للوقاية لا تتناسب أبدا مع حدة وحجم المشكلة، التي عندما نصفها بالكارثة فإننا لا نبالغ أبدا لأن هذا هو الوصف الحقيقي لها، إذ يكاد لا يمر يوم إلا ونقرأ خبرا عن ضبط كميات مليونية من هذه السموم في منافذ المملكة المختلفة، لكن الضبط فقط لا يعني السيطرة على المشكلة، لأن الكميات المتسربة ربما تقترب من الكميات المضبوطة، وبالتالي تم إغراق الشباب بهذا الوباء القاتل الذي يدمر العقل ويترك آثارا لا تزول.


لدينا مهمتان رئيسيتان لا بد من القيام بهما بشكل صحيح، الأولى مراجعة أساليب التوعية والوقاية، والثانية قطع الرؤوس الكبيرة التي تنسق وتمول وتستقبل هذه الكميات الهائلة من السموم. بالنسبة للتوعية والوقاية فإنها ما زالت تقليدية وقاصرة في أوساط الشريحة المستهدفة، فلا التعليم ولا وسائل الإعلام ولا المنابر الدينية تمارسه كما يجب رغم أن خطر هذه الآفة لا يقل عن خطر الإرهاب، وربما أخطر منه. وبالنسبة للرؤوس الكبيرة التي تتخفى وتدير سوق الكبتاجون فإننا لم نقرأ قصة واحد منها بعد القبض عليه والتشهير به والقصاص منه. نحن لا نعني المروجين الصغار، وإنما المافيا الكبيرة التي لها أعضاء في الداخل وتدير تجارة ضخمة دمرت شبابنا وما زالت تمارس جرائمها بمثابرة عجيبة.

ما نفعله الآن لمجابهة هذه الكارثة لا يزيد على عمل أمني فقط، بينما هي ذات أطراف أخطبوطية لا بد من قطعها كلها.