-A +A
حمود أبو طالب
بكل تأكيد لا بد أن أصدّق ما صرح به وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن وأكذّب ما صرح به المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الذي نشرته وكالة أنباء «إرنا» الإيرانية الرسمية. الوزير السعودي صرح بأن الوزارة وجهت الدعوة لـ ٨٠ دولة إسلامية لبحث التنسيق لترتيبات حج هذا العام ومن بينها إيران، والمتحدث الإيراني ينفي أن تكون بلاده قد تلقت الدعوة، فلا يوجد سبب ولم يحدث أن استبعدت المملكة دعوة أي دولة اسلامية بما فيها إيران مهما كان الخلاف معها، بينما توجد أسباب كثيرة لأن تختلق إيران الأكاذيب وتحاول إيجاد الذرائع الواهية لنسج خيوط المشاكل حتى في مناسبة مقدسة كالحج، وعلى طريقة «من فمك أدينك» فإن متحدث الخارجية الإيرانية يؤكد أن موقف بلاده من حج هذا العام لن يختلف عن موقفها في العام الماضي، والعالم كله يعرف ذلك الموقف الذي حرم الحجاج الإيرانيين من القدوم لأداء الفريضة بسبب إصرار إيران على تسييس الحج واستغلاله لخدمة أجندتها السياسية التخريبية.

تصريح الوزير السعودي ينطلق من مواقف دولة ناضجة تعرف مسؤولياتها تجاه المسلمين في كل أنحاء العالم، وتصريح المتحدث الإيراني ينطلق من فكر نظام حكم فوضوي لا يرتهن للمواثيق والمعاهدات والأعراف التي تنظّم علاقات الدول. تصريح المسؤول السعودي يعكس ثوابت دولة حديثة لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وليس التخريب من قيمها، بينما تصريح المسؤول الإيراني يمثل نهج نظام تتوالى فضائحه، ولن تكون آخرها فضيحة خلية التجسس التي كشفتها المملكة مؤخراً وكان يشرف عليها قمة هرم السلطة الإيرانية.


لقد تمادت إيران في الصلف والفوضى، وإذا كانت المملكة قادرة على تسيير كل أمور وشؤون الحج بنجاح، ولا تقبل أبداً الإخلال به أو التدخل في سيادة أنظمتها التي تحرص على أمن وسلامة وراحة حجاج بيت الله الحرام، فإن على العالم الإسلامي أن يقف بقوة وحزم تجاه هذه الفوضى التي تصر إيران على تبنيها بمنتهى الوقاحة واللامبالاة. لا بد أن يكون للعالم الإسلامي كلمته الحاسمة التي تقطع دابر هذا النظام الفاسد وشروره.