-A +A
صالح الفهيد
ساعات قليلة تفصلنا عن فتح صندوق انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم، وبدء أعضاء الجمعية العمومية عملية التصويت التي يتوقع لها كثيرون أن تنطوي على قدر كبير من الإثارة والتشويق بسبب الغموض الذي مازال يحيط بخيارات بعض أعضاء الجمعية.

لقد قيل وكتب الكثير عن هذه الانتخابات، ولا يتوقع أن يتوقف الحديث عنها قريبا، وربما أن ما سيقال ويكتب بعد إعلان النتيجة أكثر من كل ما سبقها.


وكان من الطبيعي أن يشهد الوسط الرياضي بكل مكوناته حالة استقطاب شديدة بدأت تظهر بشكل فاقع في اليومين الأخيرين، حيث تقاسم المرشحون سلمان المالك وعادل عزت وخالد المعمر الأصوات، وأيضا الحظوظ بالفوز بالرئاسة، بحسب قراءة معظم المتابعين لاتجاهات الأصوات، وهو ما يعكس صعوبة هذه الانتخابات.

اليوم ستعطينا الكرة السعودية واحدا من أيامها التاريخية التي لن تنسى، ولن تتكرر إلا بعد أربع سنوات هي عمر الاتحاد الكروي العتيد، إنه بكل تواضع عرس ديموقراطي بنكهة رياضية سيعيش المجتمع السعودي تفاصيله المثيرة لحظة بلحظة، حيث تنتخب الأندية الرياضية الوطنية رئيس وأعضاء اتحادها الكروي، وهي التجربة الثانية بعد مرور أربع سنوات كاملة على التجربة الانتخابية الأولى التي جاءت باتحاد أحمد عيد الذي فاز على منافسه خالد المعمر بفارق صوت واحد بعد سباق صعب ومثير.

شخصيا وبصفتي كاتبا رياضيا أشعر بالكثير من الفخر والاعتزاز لأن الوسط الرياضي الذي أنتمي إليه، وبرغم كل علله وسيئاته، إلا أنه مثلما قدم بلادنا للقارة الآسيوية بأروع صورها، ومثلما قدمنا في كأس العالم بأفضل وجوهنا، هو اليوم يقدمنا للعالم من خلال عملية انتخابات ديموقراطية نادرة، وعندما أقول العالم فهذا ليس من قبيل المبالغة و«الطهبلة» بل من باب توصيف الواقع كما هو، فالكثير من الدول تتابع وتراقب هذه الانتخابات عن كثب، هذا فضلا عن الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي لا يترك شاردة ولا واردة في هذا السباق الانتخابي دون فحصها والتدقيق فيها.

أجل، إن وسطنا الرياضي، والكروي تحديدا، المثقل بكل ما يخطر ولا يخطر على البال من العيوب والمشاكل والرزايا، يقدم اليوم عملا نوعيا متفردا يمكن القول بكل ثقة إنه يمحو ما تقدم وما تأخر من سيئاته.

هذا العرس الديموقراطي الذي يعيشه الرياضيون اليوم، هو ليس لهم وحدهم، بل هو للوطن كل الوطن.

فهنيئا لنا جميعا في هذا الوطن المعطاء به، وأبارك مقدما للمرشح الفائز برئاسة الاتحاد، وبالنيابة، وبالعضوية، متمنيا للاتحاد الجديد أن ينجح في إكمال مسيرة الاتحاد السابق، بعد أن يأخد بأفضل مالديه من مزايا، ويترك أسوأ ما عنده من عيوب.