-A +A
علي مكي
في عودة الأهلي البهي شفاء لكرة القدم السعودية المريضة وحياة لها! وأنا لا أقول ذلك مبالغة في حب الأهلي كوني أميل إليه ولا هذه السطور محض كلام! إنما شيء تدعمه الوقائع والشواهد والعلامات الحية من أرض الميدان، فآخر عهدنا بمنتخب وطني جميل رفع الرأس وأبهج المتابعين كان قبل 9 سنوات وبعد موسم أهلاوي أصيل وباذخ الأناقة عندما عزفت فرقة الرعب أعذب وأشجى ألحانها سنة 2007، وبمزاج عالٍ زرع الدهشة والإعجاب في أحداق المشاهدين كاسرا سطوة الاتحاد وأسطورته القارية والمونديالية وخزانته المدججة بمئات الملايين كسرها الأهلي مرتين في نهائيين متتاليين وخلال شهر واحد، لينال الأهلي بجدارة نصف بطولات ذلك العام وينال منتخب البلد تبعا لذلك أحلى فريق، نصف عناصره الأساسية جاءت من شارع التحلية في جدة معقل النادي الراقي، وكان منتخبا رائعا فاجأ أكبر قارات العالم في بطولة أمم آسيا حينذاك ووصل للنهائي وكان الأقرب والأجدر باللقب الآسيوي من العراق لولا أحابيل السياسة قاتلها الله! ثم مرض الأهلي فمرض منتخب الوطن معه! ولم يشف الأخير إلا عندما شفي الأول وعاد الموسم الماضي سيدا وبطلا على الأندية السعودية، لأنه قلبه وعينه وعقله ولأنه باختصار سفير هذا الوطن المعتمد بقرار ملكي من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله.

هل تريدون مثالا حيا آخر؟ ها هو منتخب الشباب يصل لنهائيات كأس العالم وها هي حقول الفئات السنية من براعم وناشئين يكسوها الاخضرار وتلمع منها بشارات مستقبل ناضج كرويا واحترافيا وثقافيا كل ذلك في آن معا، وما كان ذلك ليحدث لولا أن سنابل الأمير خالد بن عبدالله، عبر أكاديمية النادي الأهلي ومركز الأمير عبدالله الفيصل لقطاع الناشئين والشباب في النادي الأهلي أيضا، واللذين هما نتاج فكر الأمير خالد ونتاج تخطيطه الإستراتيجي الخبير بعيد المدى ونتاج عمله وجهده وماله، بدأت تستوي وتزهر براعمها ومنها ما قد أينع وأثمر من خلال تسيد الأهلي للبطولات (دوري وكأس)، الفريق الأول ودرجة الشباب في العام الماضي لينعكس ذلك على المنتخب الشاب ويصل إلى مونديال كوريا بعد غياب ليس بالقصير.


فبعد كل هذا ألا يستحق الأهلي الاحتفاء وتكريم رمزه الكبير الأمير خالد بن عبدالله الذي يعمل في صمت، وهدوء، وعقلانية، ورزانة، وبذل سخي، من خلال هذه المؤسسة الرياضية الحضارية الشاهقة التي اسمها النادي الأهلي، دون أن يطالب بمقابل فهو لا يريد جزاء ولا شكورا، إنما يفعل ذلك من أجل تحقيق مستقبل أفضل لناديه وبلده معا والتوفيق من رب العباد.

***

في تعليقه على انتقاد الدكتور عبدالله الفوزان لوسائل الإعلام ومنها قناة (MBC) التي كان يتحدث فيها بخصوص فتح المجال أمام المهووسين بالشهرة الذين يسيئون للوطن والمجتمع...إلخ، ذكر الكاتب تركي الناصر السديري أن «دكاكين الإعلام الرياضي تفعل ذلك، أيضا، بكل همة وأمية، جعلت (التوافه) يتصدرون المشهد، ويلوثون ويؤججون مدرج الرياضة»!.. (انتهى)

بدوري أريد أن أسأل المسؤولين عن هذه القنوات والبرامج الرياضية: ما هي معايير استضافة المحللين أو النقاد أو الإعلاميين في برامجهم واستديوهاتهم؟ أليس من المفترض أن يكون الضيوف المختارون لهذا البرنامج أو ذاك ممن يتوافرون على جزء من الحياد وقليل من الموضوعية وبعض من العدل و(شوية) إنصاف؟ لاحظوا أنني لم أقل كامل الحياد ولا كل الموضوعية ولا العدل الخالص ولا الإنصاف الكثير!! ويبدو أن القنوات والبرامج الرياضية في قنوات (شهيرة) لا تدقق في مستوى عقليات بعض ضيوفها ومواقفهم الشخصية من بعض الأندية لسبب أو لآخر!! فتنعكس هذه المواقف على آرائهم إما بالتقليل من الآخرين أو التجني عليهم أو الانحياز لطرف كرها في الطرف الآخر!! والمصيبة الأكبر حين ينشر أحدهم رأيا مغالطا في حق ناد كبير وفي حق جماهيره العظيمة ليجد المكافأة من هذه القناة أو ذاك البرنامج باستضافته ليواصل المزيد من الإسفاف والادعاء وتبني أي رأي مضاد للون الأخضر. فعلا إنها رياحٌ جاهلة!