-A +A
سامي المغامسي
تعايشت مع رياضة المدينة المنورة لأكثر من أربعين عاماً، وكنت مطلعاً وقريباً على ما يدور من تفاصيل دقيقة، بالتأكيد هناك أسماء تظل عالقة على مدار التاريخ الرياضي للمنطقة، أسماء سجلت أحرفها على أروقة الأندية، ولكن لم يكتب لها نصيب أن تكتب أسماءها داخل ملاعب وصالات الأندية في المنطقة.

قصة رياضة المدينة جميلة جداً، لكن نجاح القصة لم يستمر كثيراً بسبب عمل إدارات لم تعرف وتقدّر تاريخ النادي، في النهاية النتائج والإنجازات هما عنوان نجاح أي إدارة، سنوات طويلة وهو يصارع من أجل البقاء في دوري الدرجة الأولى والسلة التي ارتبطت في نادي أُحد بعيدة كل البعد الآن عن البطولات!


إذا أردت الحديث عن تاريخ أُحد قد يطول الحديث عن المؤثرين الذين كان لهم دور في الإنجازات والبطولات، هناك أسماء كثيرة سطرت وعملت لرياضة المنطقة وغادرت المشهد الرياضي دون أي تكريم، ومن الإنصاف أن نتذكرهم ونترك لهم ذكرى ونسلط الضوء على قيمة العمل الذي قدموه، عملوا لفترة طويلة لأكثر من أربعين عاماً والمفترض أن تكون أسماؤهم محفورة على جدران النادي، ومن الوفاء أن نتذكرهم ولا ننساهم .

قد يقول البعض لماذا ركزت على بعض الأسماء وتركت عدداً كبيراً من الذين كان لهم دور في الحراك الرياضي في المنطقة، حديثي عن الذين عملوا على مدار فترات طويلة دون أن يكون هناك أي إمكانات ولم يتخلوا عن النادي في أصعب الظروف، لذلك من الواجب كتابة أسمائهم داخل الأندية، كما هو معمول في الأندية الأخرى التي كتبت أسماء المؤثرين في النادي.

(فايز عايش الأحمدي) اسم لا يختلف عليه الأحديون وجميع الرياضيين في المنطقة، والمشرف الأسبق على سلة أحد ونائب رئيس النادي والذي تحققت على يده كثير من البطولات لكرة السلة وتحققت أول بطولة خارجية عندما حقق نادي أحد البطولة الخليجية للأندية لكرة السلة عام 1400 هجري، وظل داعماً لسلة آحد لفترة طويلة.

(محسن خلف - الأسطورة) لا يختلف عليه أحد والذي دخل موسوعة غينيس كأكبر لاعبي العالم سناً في كرة السلة، واعتزل وعمره 53 عاما وترك خلفه إرثاً رياضياً كبيراً وما زال يقدم ويعطي من خبرته للفئات السنية وتدريبهم.

(علي فودة) الذي عمل لمده ما يقارب 50 عاماً وضحى بماله ووقته وكان النادي دون مقر، وظل يحارب على جميع الإمكانات حتي لا يسقط الفريق، وإذا أردتم الحديث عن تاريخ نادي أُحد، بالتأكيد الفودة هو الاسم الأكثر تداولاً في تاريخ النادي، ولم يبتعد عن النادي بل أُبعد بطريقة غير لائقة بتاريخه، ولم يتم إنصافه.

(حامد رشيد الأحمدي) رحمة الله عليه، الذي عمل فترة طويلة أميناً عاماً للنادي وكان أنموذجاً للعطاء حتى تم إبعاده مع صديق عمره علي فودة، رجال ساهموا وقدموا الكثير لنادي أُحد.

لماذا هذه الأسماء لا تكرم وتوضع أسماؤهم على مدخل النادي، لماذا لم يتم إنصافهم ووضع لوحة تكريم لهم أسوة بمجلس الإدارة الذي عمل لوحة على مدخل النادي، فإنشاء المقر تم في عهدهم، ونسوا الرموز التي ضحت وطالبت بإنشاء مقر للنادي حتى تحقق الحلم الذي طال انتظاره.

بالتأكيد هناك الكثير والكثير من الأسماء التي خدمت نادي أُحد لكن بالتأكيد الأسماء التي ذكرتها تعايشت معها وعرفت عن قرب مدى حبها وتضحياتها وأعرف كثيراً من الأسرار التي لم تخرج للإعلام، لكن أعرف جيداً أنهم ضحوا بمالهم ووقتهم وعملوا تحت مطرقة توفير المادة التي كانت العائق الأكبر في عملهم، وبين مطرقة الصحافة والجماهير.

هناك حكاية أخرى لنادي الأنصار سأتطرق لها في مقالي القادم.

أتمنى أن تكون وصلت رسالتي لجميع، وأنا متأكد أنهم يفهمون ما أقصده. ‏