-A +A
مي خالد
تناولنا في المقالين السابقين نظرية الرجل العظيم في دراسة التاريخ والنظريات التي نشأت كرد على هذه النظرية، أما المدرسة التي أفضّلها شخصياً لدراسة التاريخ فيطلق عليها «التاريخ من الأسفل». وأبرر تفضيلي لها باقتباس هربرت سبنسر:

يجب أن تعترف بأن نشأة الرجل العظيم تعتمد على سلسلة طويلة من التأثيرات المعقدة التي أنتجت العرق الذي يظهر فيه، والحالة الاجتماعية التي نما فيها، قبل أن يتمكن من إعادة تشكيل مجتمعه، بحيث يجب أن يصنعه مجتمعه.


تعرف هذه المدرسة أيضاً باسم: تاريخ الناس.

وتاريخ الشعب، إن التاريخ من الأسفل هو نوع من السرد التاريخي الذي يحاول تفسير الأحداث التاريخية من منظور عامة الناس بدلاً من القادة.

وهو يركز في دراسة التاريخ على المحرومين، والمضطهدين، والفقراء، وغير الملتزمين، والمجموعات المهمشة. عادة ما يكون المؤلفون على اليسار ولديهم نموذج ماركسي، كما في مقاربة حركة ورشة التاريخ في بريطانيا في الستينيات.

وجهة نظر سبنسر، كما أفسرها، هي أن الرجال «العظماء» هم ببساطة رجال قادرون يصادف أن يكونوا مستعدين عندما تكون الظروف مناسبة؛ أي: الرجل المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب.

وهؤلاء الرجال لهم امتياز أنهم أول من تحرك من ضمن العديد من الرجال الآخرين.