-A +A
أحمد الشمراني
على تفاصيل وجهه أقرأ السماحة وإن حاولت التعمق في ذاك الوجه تأخذني تلك السحنة إلى طيبة لا كلف فيها أو تكلفا.

مات العم بل الوالد بل الشيخ سعود بن سحبان الخزمري الزهراني، فضاقت على ابنه عبدالواحد وإخوانه دائرة الحزن، كيف لا والفقيد أب كنا في حضرته بما فيهم أبناؤه أصدقاء له أكثر منا، أبناء ردم هوة الفارق الزمني بفطرة شاعر وطيبة إنسان.


هو كشاعر من الرواد الذين أسسوا لتجربة بني عليها الأجيال، ويكفي أن جامعته قدمت لنا الدكتور في الحياة، والدكتور في الشعر عبدالواحد الزهراني.

قربت منه في فترات ووجدته الشاب الذي لم تهزمه السنين قاومها في عز تعبه، لكن فراق (أم الرجال) كسر ظهره.

ماتت ويؤمن أن الموت حق، لكن ألم الفراق ارتسم على وجهه وقدمه أحيانا من خلال رسائله الشعرية التي كان يوجهها للابن عبدالواحد (حالة تعب) فك رموزها الابن بألم آخر.

فقد رفقاء الدرب ابن مصلح والغويد وابن طوير، فكبر تعبه تعب الحياة وتعب الفراق.

‏ما عرفت أنبل من الدمع في ساعة حزن..

‏ولا عرفت أصدق من الحزن في بعض الوجيه..

هنا يأتي الزميل عبدالعزيز العيد ينثر حزنه على والده بكلام يجسد من خلاله وضعا يعيشه آراه في عبدالواحد هاك حزنه يا صديقي فكلنا ذلك المكلوم: (منذ رحيل أبي غفر الله له، وأنا أريد الكتابة عنه، لعل كتل الحزن الباردة تغادر جسدي.. ولكن الكلمات تخونني، بالرغم من جلوسي وحيدا معها.. كل كتابة عن الأب مهما بلغت في الجودة والمعنى ستقصر عن قامته الطويلة).

‏إني أشبه مشي الجندي المثخن بالجراح إثر معركة طويلة.. (بوده البكاء ولا يدركه).

أمام تعب الفراق اكتفى (عبدالواحد الزهراني بهذه المرثية لـ(أبي العتاهية)..

بكيتك يا عليَُ بدرِّ عيني

‏فما أغنى البكاءُ عليك شيَّا

‏طَوتْكَ خُطوبُ دَهْرِكَ بعد نَشْرٍ

كذاك خُطوبُه نَشْرًا وطيَّا

‏كفَى حُزْنًا بِدَفْنِكَ ثُمَّ أني

‏نفَضْتُ تُرابَ قَبْرِكَ عن يدَيَّا

وكانَت في حياتِكَ لي عِظَاتٌ

‏وأنتَ اليومَ أوعظُ منكَ حيَّا..

‏- رحم الله العم سعود بن سحبان، رحم الله فقيد زهران، وفقيد شعر العرضة الجنوبية، إنا لله وإنا إليه راجعون.