-A +A
ريهام زامكه
جُبل كل إنسان سوي على حب الفَرح والاستجمام والترويح عن ذاته، ما عدا ذلك الذي يكره نفسه ويكره الحياة وأفراحها وملذاتها وبهجتها.

ذلك الشخص الذي يعشق النكد والكآبة، (المبرطم) طوال الوقت الذي يرتدي دائماً (نظارة سوداء) تحجب عنه نور الحياة وألوانها ومناظرها الجميلة ومباهجها التي تُسعده وتُسعد غيره لتجعل من الوقت متعة تُطيل من عُمر قلبه.


وفي هذه الفترة بالذات، نحن نحتاج إلى الترفيه والترويح عن أنفسنا لنبتعد عن ضغط الحجر والوضع الراهن، ولنبتعد عن ضغوطات الحياة ومنغصاتها و(بلاويها) لنمنح أنفسنا طاقة إيجابية وحيوية تعطينا جرعة من أمل وتفاؤل بغدٍ أجمل.

ولا أخفيكم، كنت أحاول في الأيام الماضية أن أبتعد عن أخبار الانتشار وترقب موعد الانحسار، وعدم الخوض في نقاش أيهما أهم لبس القلفز أو الكمامة ؟!

وقررت أن أغسل يدي وأخطط لهذا العيد المُختلف، وأن أبحث عن فعاليات تُسليني وتُقطع الوقت وترفه عن نفسي بعيداً عن إحصائيات وزارة الصحة، وعندما (غلبُ حماري) توجهت إلى الجهة المسؤولة عن الترفيه في وطني، وبحثت عن خُططهم فوجدت عندهم كل ما يسُر ويشرح الخاطر من برامج وحفلات ومسابقات وأمسيات ترفيهية وفنية لكل أفراد العائلة وهم آمنون في منازلهم.

وبدون شك؛ أمام الهيئة العامة للترفيه في (زمن الكورونا) تحدٍّ جاد، ومسؤولية كبيرة لتقديم محتوى ترفيهي للمجتمع السعودي من «على بُعد»، وبالفعل وجدتها وكأن لسان حالها يقول:

(يا جبل ما يهزك ريح) ولا يقف فايروس خبيث في طريق إصرارها على التميز والنجاح.

كم نحن كسعوديين محظوظون بتلك الهيئة، فقد كان وما زال لها دور واضح ومميز، وبما أن الشيء بالشيء يُذكر لديّ اقتراح بسيط أود تقديمه لهم، وهو إطلاق «شخصية اعتبارية كارتونية» تُحدثنا عن تراث الوطن، وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، وتعمل على التعريف بجميع مناطق المملكة ولهجاتها، وثقافاتها، وأكلاتها، وفنونها الشعبية الجميلة وتعرضها -كلٌّ على حده- برقصاتها وأهازيجها وأغانيها التراثية المختلفة والمتنوعة لإحياء الموروث السعودي وتعليم الأجيال الجديدة على ثقافات أجدادهم.

وبكل الأحوال؛ عيدكم مبارك، وأتقدم بالشكر الجزيل إلى الهيئة العامة للترفيه وعلى رأسهم معالي المستشار‏ تركي آل الشيخ على كل الجهود الرائعة والمبذولة في هذه الظروف.

وهذه كلمة حق لا يراد بها شيء، تركي آل الشيخ رجل يعمل، يُخطط، وينفذ، ولا يهدأ، ويُحدث فرقاً في تحدياته، ويترك بصمة مميزة في أي قطاع يتحمل مسؤوليته.

ولكن قبل أن أختم؛ عندي سؤال (يقرقع) في قلبي لمعاليه، هل انتهت المباراة أو ما زال البحث جارياً عن تلفزيون؟!

كاتبة سعودية