-A +A
ريهام زامكه
تجاذبت و(رفيقات السوء) من صديقاتي أطراف الحديث (عبر الأثير) بالطبع، فلا تجمعات ولا لقاءات حتى انجلاء الغمة عن الأمة.

وبدون كذب قد حاولت إحداهن أن توقعنا جميعنا في (الفخ) لنلتقي سويعات قليلة قائلة بعاطفة جياشة كادت أن تذرف الدمع بعدها (وحشتوني يا بنات)، غير أني قاطعتها وهددتهن تهديداً واضحاً وصريحاً سأبلغ عنكن يا ناقصات العقل في حال وافقتوها على اقتراحها.


وبعدها خافت (الجَبانة) وتراجعت عن كلامها، وسحبت اقتراحها البائس هذا وهي تعتذر، وهكذا هم بعض البشر، وهكذا هي بعض العقليات، لا تعي وتستوعب وتُدرك إلا (بالعين الحمرا)!

المُهم، مالكم بصديقاتي المصرقعات (الممرقعات)، دعونا ندخل في صُلب الموضوع، أي موضوع؟! ماذا أردت أن أحدثكم عنه في مقالي لهذا الأربعاء الذي يُشبه السبت، امممم،، امهلوني أرجوكم لحظات، أستعيد فيها ذاكرتي وقواي العقلية والنفسية وأعدكم أن ندخل في صُلب الموضوع.

حسناً، الوضع تحت السيطرة حتى الآن، وربما كانت كل هذه (التخاريف) وهذا الخلل النفسي الواضح قد أصابني من تداعيات الحجر، فقبله كنت بنت (حليوه) وممتازة لكن على ما يبدو لا بد لي من زيارة مستعجلة إلى طبيب نفساني.

الآن تذكرت صُلب الموضوع وما أردت الحديث عنه، تُرى ما هو وضع اللواتي أصابهن هوس التجميل وهو في الواقع (تخريب) إن كان لغير ضرورة، وقمن بحقن وتكبير (براطمهن) وخديداتهن قبل حالة الحظر التي نعيشها؟!

طرأ هذا السؤال على بالي عندما رأيت صديقتي (عبر الأثير أيضاً) ولن أقول اسمها فعبير صديقة عزيزة على قلبي، لكنها إحدى (المستخفات) المهوسات بعمليات التجميل غير الضرورية أو لازمة، وعهدي بها منذ ثلاثة أشهر تقريباً ولكني صدمت من ملامحها التي تغيرت، فشفتاها الغليظة قد (فَشّت)، وخدودها المتورمة قد (ذبلت)، وحاجبها المرفوع قد (ارتخى)،، فتبعثرت ملامحها وكأن لسان حالها يقول لحالها:

«أنا مُش عارفني، أنا تُهت مني، أنا مُش أنا، لا دي ملامحي، ولا شكلي شكلي، ولا دا أنا».

مما لا شك فيه أن كثيراً من (القوارير) اختلطت لديهن مفاهيم الجمال فأصبحن يلجأن لعمليات التجميل بدون أي داعٍ لذلك، لاعتقاد الواحدة منهن بأن نفخ وتكبير (براطمها) سوف يزيد من جمالها وهذا غير صحيح على الإطلاق، فعلى العكس تلك العملية قد (تُشوه) المرأة وهي في الأساس جميلة.

وبالفعل تلك الأنواع من العمليات قد جعلت أشكال النساء مُتشابهة ومتقاربة وكأنها مُستنسخة استنساخاً (مسخ) وغير جميل.

لذا يا جميلات العالم أرجوكن لا تجعلن الضغوط النفسية تؤثر عليكن وكلما (صغرت) الدنيا في أعينكن (كبرتم) شيئاً من أجسادكن.

اطرقي أبواب عيادات التجميل للضرورة، ولا تغرقي في بحر الهوس بحثاً عن الجمال المزعوم، فبقدر كل خطوة تقطعينها بعيداً عن شكلك سوف يصعب عليك الوصول إلى نهاية الطريق.

فما أكثر من (فخخت) شفتيها وخديها حتى أثقلتها (بالبلاوي) المحقونة بداخلها ثم أصابها عُطب (لخبط) ملامح وجهها كلياً.

صدقوني ما في أحلى من الأصلي يا أصلي.

(غمزة)

* كاتبة سعودية

Rehamzamkah@yahoo.com