-A +A
أريج الجهني
ماذا لو قمنا بعمل إحصاء عام لكل منازل المملكة وسألنا: ما عدد المنازل التي لا تمتلك طفاية حريق؟ وكم عدد المنازل التي لديها (كاشف الدخان)، #سلامتك بمنزلك غايتنا، هاشتاق توعوي أطلقته مديرية الدفاع المدني نهاية شهر شعبان وما زال مستمراً بشكل يومي، جعلني أعيد التفكير في مفهوم السلامة لدينا، وإلى أيِّ حدٍّ نحن نهتم بالسلامة داخل المنزل، فما بين ثقافة (لا توسوس) وبين ثقافة (خليك على البركة) تضيع الكثير من مفاهيم السلامة والحرص، فنحن بالمجمل لا نأخذ المخاطر على محمل الجد؛ لاعتقادنا بأننا في مأمن منها، والكثير يتوهم الشجاعة والقوة الخارقة فتضيع المعايير وقد نخسر معها الأرواح لا سمح الله.

بالتأكيد أن الحصول على طفاية الحريق ليس بالأمر الشاق، إنما اعتدنا نحن على عدم وجودها في بعض الأحيان، فلم نعد نهتم. لنجعل مرحلة الحجر نقطة تحول في مفاهيم السلامة ونبدأ من المطبخ! نعم، فالمطبخ قد يكون أخطر مكان في المنزل، شخصياً قاطعت استخدام الغاز للطبخ لأكثر من سبع سنوات وأشعر بالرضا التام، فوجود الغاز دون تحقيق معايير السلامة والمتابعة اليومية قد يكون -لا سمح الله- أمراً خطيراً، كذلك الإفراط في استخدامه خصوصاً في رمضان وإطالة الوقوف أمام الموقد، مهم أن تكون هناك مسافة آمنة بين الشخص والموقد، وأن يختصر الشخص قدر المستطاع توقيت الطبخ.


من المخاطر المحتملة في المطبخ، الأدوات الحادة ولعلي أدعو المسؤولين لتطبيق النظام البريطاني الذي يمنع شراء السكاكين لمن هم أقل من عمر ١٨ سنة ولا يتم بيعها إلا لمن يحمل بطاقته وترفق معها إرشادات سلامة (تتكفل بها المتاجر بشكل إلزامي) بأهمية الانتباه عند الاستخدام وعدم تركها في متناول الأطفال، الحقيقة أنني أكاد أرى العديد من المتاجر لا تهتم بهذا الجانب الخطر والمتصل بالسلامة وحتى بالقضايا الجنائية، فالوعي سلسلة متصلة، حذرُك في المنزل ينعكس على حذرِك خارجه، ويصبح أكثر وضوحاً في تعاملك والتزامك بأدق تفاصيل السلامة.

بالتأكيد أننا نشهد تحولاً مجتمعياً رائعاً وإيجابياً ووعياً مرتفعاً من الجنسين، فالآن نرى تعاوناً داخل المنزل في كافة المهام، ومهم أن يكون هناك نقاش أسري ولو شهري حول معايير السلامة، بجانب مراقبة الوعي الصحي الذاتي لأفراد العائلة، فإذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني من الضغط أو السكري أو أي مشاكل صحية قد تفقده توازنه احرص أن تتفقده وأن يكون هناك متابعة دائمة، أخيراً تفقُّد وصيانة الطفايات والكهرباء واجب على أهل المنزل فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فلا تتركوا الأطفال وحدهم دون رقابة، ولا تبالغوا في استخدام النار، فالحياة بسيطة والسلامة أمانة.

* كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com