-A +A
ريهام زامكه
سوف يزورنا بعد يومين الضيف الوحيد المسموح لنا استقباله واحتضانه في هذه الفترة وهو شهر رمضان المبارك فاستقبلوه بتفاؤل واسمحوا لي أن أهنئكم (من بعيد لبعيد) وأقول لكم كل عام وأنتم بخير.

وبحكم الظروف؛ سيدخل علينا شهر رمضان هذا العام غريباً، ومختلفاً، لن نمارس فيه الطقوس الرمضانية المعتادة ومن أهمها الزيارات العائلية على السحور والفطور.


ولا أخفيكم لربما كنت سبباً من أسباب هذا النَحس الاجتماعي الذي أصابنا، فالعام الماضي في مثل هذه الأيام أذكر قد اعترفت لكم بأني لا أحب العزائم في شهر رمضان، وأعيش فيه على مبدأ (لا تعزمني ولا أعزمك)!

وهذا ليس حُباً في قلة التواصل وصلة الأرحام لا سمح الله، ولكن تفرغاً لي ولنشاطاتي، وعباداتي، وانعزالاتي، ومسلسلاتي، ومقالاتي، وتصفيداً (لقريني) من همزات الشياطين.

ولكني اليوم مُشتاقة لأهلي، وصديقاتي، وأحبتي، وبعد انقضاء هذه الأزمة سوف أعزمهم وأزورهم وأغني لهم:

(قِيس حَجم الكُنافة بين فمك وعينك، قلبي أقرب لقلبك منها يشهد الله).

بايخة ؟ Ok... سيذكر التاريخ هذه الأيام العصيبة التي نعيشها، وسوف تُفند أحداثها في باب (سنة الكورونا المؤلمة) وسنحمد الله على الخروج منها بأقل الخسائر الممكنة بإذن الله.

لذا فلنتساعد، ونتكاتف مُتباعدين، ولا نُحمّل الجهات المسؤولة فوق طاقتها، فلديها من الهَم ما يكفيها اليوم لمواجهة الأزمة واحتواء الموقف.

قرأت استفسارات واقتراحات عدة من بعض المجتهدين -هداهم الله- وهم يقترحون على وزارة الشؤون الإسلامية بالسماح للمؤذن والإمام بإقامة صلاة التراويح لتمتلئ الأجواء بروحانية الشهر.

وبعضهم اجتهد اكثر واقترح أن تُقام الصلوات جماعة من خلف الشاشات، ولا أدري كيف يمكن أن يحصل هذا ويستقبلون القبلة؟!

فأولاً هذه بدعة لأن ليس هُناك توحيد للصفوف، وثانياً ليست صلاة جماعة بحكم الظروف، وقد أجيب على هذا بعض الدعاة وقالوا إنه أمر لا يجوز.

صّلوا في بيوتكم، وعمروها بالدعاء حتى يزيح الله عنّا هذه الجائحة وتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي، فالعبادات والاجتهادات وممارسة الطقوس الدينية ليست بحاجة إلى اقتراحات.

وما نعيشه اليوم أمر واقع فُرض علينا وغير مسار حياتنا بشتى مناحيها بل وقلبها رأساً على عقب، لكن أملنا في الله كبير، وثقتنا في حكومتنا الرشيدة -أعزها الله- على جهودها الجبارة ليس لها حدود، ويكفينا في ذلك أننا نعيش في ظل دولة عُظمى تَعلى بإنجازاتها ولا يعلُو عليها.

وقبل أن أختم ألقي عليكم السلام بلغنا الله وإياكم شهر رمضان ونحن نرفل بالصحة والعافية، اذكروني بدعوة مع أول (سمبوسة) تأكلونها، وكان الله في عونكم وشد من أزركم على الصيام والقيام والحجر و(بونجور) يا محجور.

* كاتبة سعودية

Rehamzamkah@yahoo.com