-A +A
حمود أبو طالب
إلى الآن، بفضل الله، لم تسجل حالة إصابة بمرض فيروس كورونا في المملكة، ولكن لا يعني ذلك أن هذا الاحتمال غير وارد في أي لحظة ولأي سبب كان، وإذا حدث لا قدر الله فإنه لا يجب أن يعتبر قصوراً في الإجراءات الوقائية التي اتخذتها المملكة، لأنه حتى مع أشد الإجراءات صرامة قد تُكتشف حالة في وقت ما ومكان ما لأسباب مختلفة يعرفها العاملون في القطاع الصحي والطب الوقائي على وجه الخصوص.

حسناً، لماذا أقول ذلك بقدر كبير من التفاؤل الآن رغم أني كتبت هنا سابقاً بنبرة تحذيرية يشوبها قدر من القلق بعد وصول المرض إلى محيطنا القريب. السبب ببساطة واختصار هو عدم معرفتنا التفصيلية سابقاً باستراتيجية المواجهة والإجراءات المتخذة، وما إذا كانت الجهات المسؤولة ستمضي قدماً في اتخاذ قرارات حاسمة لمحاصرة المرض قبل دخوله حدودنا. أما الآن فيمكننا القول بثقة كبيرة أن المملكة صعّدت احترازاتها إلى أعلى درجة، وفعّلت دور الجهات المعنية بأقصى ما يمكن عمله.


هناك مركز وطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية يعمل على مدار الساعة ويتواصل مع المرجعيات العالمية ويوفر كماً كبيراً من المعلومات لجهات اتخاذ القرار عن مستجدات المرض وانتشاره، وهناك لجنة عليا من جهات مختلفة برئاسة وزير الصحة معنية بمتابعة مستجدات المرض، دائمة الانعقاد للوقوف على كل جديد بشأنه، وإذا أضفنا إلى ذلك القرارات التي اتخذتها الدولة بشأن تعليق العمرة والزيارة، فإننا نتحدث عن دولة مستعدة علمياً وقانونياً وإنسانياً تجاه مواطنيها وزوارها، وقاصدي الحرمين الشريفين، والإنسانية جمعاء، سخرت كل إمكاناتها وتحملت مسؤوليتها بجدارة.

هناك معايير محددة يجب اتخاذها عند انتشار الأوبئة والكوارث الصحية، وتطبيقها دون تساهل، وهذا ما تفعله المملكة، أما ما يمكن أن يحدث رغم ذلك فالله أعلم به، ودورنا كمطلعين على الإجراءات المتخذة هو طمأنة الناس إلى كفاءتها ومعياريتها، منعاً للشائعات المسببة للقلق والهلع، وتصدياً للأخبار المغلوطة المدسوسة الخالية من المسؤولية الأخلاقية.

habutalib@hotmail.com