-A +A
? طالب بن محفوظ (جدة)
تحتفي «الاثنينية»، اليوم، بالباحث في جغرافية المملكة ومكة المكرمة المؤرخ والجغرافي الدكتور معراج نواب مرزا، الذي يحمل دكتوراه الفلسفة من قسم الجغرافيا في كلية آداب جامعة الخرطوم عام 1995م، وماجستير العلوم (قسم الجغرافيا والجيولوجيا) من جامعة ميتشجان الشرقية في أمريكا عام 1979م، وبكالوريوس الجغرافيا والتربية من فرع جامعة الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة عام 1393هـ. ويعمل حاليا «أستاذ زائر» بمركز التحليلات الجغرافية بجامعة هارفارد منذ عام 2012م، وكان قد عمل رئيسا لقسم الجغرافيا بجامعة أم القرى ما بين أعوام 1418هـ و1422هـ. واعتبر الدكتور معراج نفسه، أنه سخر وقته لخدمة جغرافية مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وكان الدكتور مرزا، قدم حلا عمليا لأهم المشاكل التي تواجه موسم الحج، وآخر جذريا لمشكلة «الافتراش»، حيث أكد أن جميع المصادر العلمية تكاد تجمع أن «وادي محسر» يحد مشعري المزدلفة ومنى من الغرب والشرق على التوالي، موضحا «من خلال معايشتي لمناسك الحج ودراسة مشاعره والربط بين حدودها الحالية، وما ورد في وصفها في الحديث الشريف وكتب الفقه والمناسك والتاريخ، ومقارنة بالخرائط القديمة والحديثة، والصور الجوية، وصور الأقمار الصناعية، والصور الفوتوغرافية، لمست أن هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في الحدود الحالية لمشعر مزدلفة من الغرب، ومشعر منى من الشرق، فيما يتعلق بعلاقتهما بوادي محسر»، مبينا أن «النقطة الارتكازية في هذا الموضوع، هي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندما يرسل الصحابة في سرايا أو بعوث ينهاهم أن يبيت الجيش في بطون الأودية خوفا من السيول المنقولة، والحالة نفسها في الحج، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع عن الوقوف في بطن «وادي عرنة» في عرفات، وأيضا في «وادي مرّ» عندما قدم مع جيشه في فتح مكة، والشيء نفسه حدث في «وادي محسر» بقوله في الحديث الصحيح (وارفعوا عن بطن محسر)، كما ورد في منسك الإمام أحمد، وعن عبدالله بن الزبير قال: عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة، ولتعلمن أن مزدلفة كلها موقف إلا بطن محسر، ومن ذلك يتضح أنه لا يجوز على الإطلاق، الوقوف في بطن وادي محسر.
وحول كتابه «صفحات من تاريخ مكة المكرمة»، أكد الدكتور مرزا أنه قدم للمهتمين دراسة لتاريخ مكة المكرمة في مختلف الجوانب التاريخية منها والاجتماعية والاقتصادية منذ ظهور الإسلام وحتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري، وبين أن هذا المجلد الذي ألفه المستشرق كريتسيان سنوك هورخونيه قد تناول في الجزء الأول التاريخ السياسي للبلد الأمين خلال تلك الفترة، وتناول في جزئه الثاني الأوضاع الاجتماعية في الفترة التي عاشها المؤلف في مكة المكرمة، موضحا أن الكتاب يضم مجموعة من الصور التي تبرز جوانب عديدة من الحياة في مكة المكرمة في تلك الحقبة الزمنية.