-A +A
? عبد المجيد الدويني (المدينة المنورة)
في ظل ارتفاع أعداد العمالة الوافدة في سوق العمل الحر وكثرة المكاسب التي يحققونها، يبدي عدد من الشباب السعودي تخوفه من دخول سوق العمل والمنافسة مع الوافد نظرا للتكاتف الشديد بينهم وسعيهم لتطفيش الشباب، ما دفع الكثير من الشباب إلى المواجهة وعدم الاستسلام لذلك بقبول أي عمل مهما كانت بساطته لحين توافر وظيفة حكومية.


«عكاظ» تجولت في سوق الخضروات والفواكه المركزي بالمدينة المنورة والتقت بعدد من الشاب العاملين هناك، مؤكدين أنهم قهروا البطالة بهذه الأعمال مهما كانت بساطتها، كما أنهم تخلوا عن الخجل متحدين النظرة الدونية للمجتمع، ضاربين بذلك المثل الرائع في التغلب على كل السلبيات، يقول الشاب تركي الجهني: أنهيت دراستي وانتظرت وظيفة حكومية إلا أنها لم تتوفر بعد، فقادتني البطالة والفضول إلى مراقبة أحد العمال الذي يسكن بالقرب من منزلي، ويخرج قبيل صلاة الفجر ولا يعود إلا بعد صلاة العشاء، فيما لاحظته يقف في طابور أحد البنوك للحوالات مرتين أو ثلاثا كل شهر، فعلمت أنه يعمل في سوق الخضار والفواكه المركزي بالمدينة، فقررت وقتها أن أدخل إلى هذا المجال من أوسع أبوابه بعد أن أخذت أسبوعا كاملا فقط في مراقبة وتقصي الأسعار وبفضل الله أصبحت أملك سيارة خاصة وأخرى لتحميل الخضار بل واستطعت الخروج من بائع ومشتر بسوق الخضار إلى وسيط بين أصحاب المزارع والمشترين.
ويضيف الجهني: رأيت العجب في عملية البيع حيث إن حبات الشمام تباع بـ(6) ريالات بالحراج وفي السوق بـ(30) ريالا، وكيس البصل الكبير بـ(12) ريالا بالحراج وبـ(25) في السوق، وكذلك كرتون الخيار بـ(5) ريالات ويباع الكيلو منها في السوق بـ(5) ريالات، إن هذه الأعمال أفضل بكثير من العمل الحكومي والخاص، ما يبرر تمسك العمال الوافدين بالعمل في سوق الخضار.
ويمتلك والد الشاب دخيل العوفي مزرعة لبيع التمور، ويشكو من تدخل العمالة الوافدة في هذا المجال حيث يشترون المحصول من المزارع وينافسون أصحابها الذين يسوقون بضائعهم، مضيفا إن هذه المهنة اكتسبناها من آبائنا وهي مصدر رزقنا خاصة وأن الجميع يعرف أن منطقتنا مشهورة ببيع التمور ولها سوق خاص بها، ولكن الوافدين لديهم إصرار للدخول بكل المجالات التي توفر لهم دخلا ومكسبا كبيرا، رغم أن بعض ضعاف النفوس منهم يتعمدون الغش في البضائع والتلاعب في الأسعار.
الشاب سعود المحمدي صاحب محل تموينات منزلية ذكر أن مكاسب نشاطه قليلة ولا تكاد تكفي لإيجار المحل وتسديد فواتير الكهرباء وشراء البضائع، مبينا أن هناك معاناة من منافسة الوافد حيث يساعد بعضهم من خلال إعطاء معارفهم بضائع بالآجل وهذا ما لا نستطيع الحصول عليه.
من جهته أوضح شيخ الخضار والفاكهة في السوق المركزي بالمدينة المنورة طلال صبر أن الجميع هنا يشجع الشباب السعودي، وقال: نحن نعاني من العمالة التي تعمل في السوق ودائما ما نبلغ الجهات المختصة عنها، مضيفا أن السوق به فرص كثيرة للعمل، ناصحا الشباب باستغلالها من أجل توفير لقمة عيش جيدة لأنفسهم ولأسرهم وبالتالي يعود بالنفع على المجتمع المديني بشكل عام.
في المقابل أكد المتحدث الرسمي باسم شرطة المدينة المنورة العقيد فهد الغنام أن الشرطة بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى تقوم بجولات مستمره على السوق وتلقي القبض على العمالة المخالفة، متمنيا من الجميع عدم تشغيل المخالفين والتعاون مع الجهات ذات العلاقة لضبط المخالفين والمتجاوزين منهم.