-A +A
هاشم الجحدلـــي
في حياتك اليومية لا بد أن تصادفك بعض المواقف والمشاهد والتعليقات العابرة وغير العابرة، وبالتأكيد لا بد أن تترك أثرا يكون عادة محصورا بين الدهشة والإعجاب، أو البؤس والإزعاج، وربما الإضحاك والابتسام، وأحيانا قليلة البهجة.
ولكن بعض هذه المواقف والمشاهد والتعليقات لا تترك حيالك إبداء ردة فعل سوى حديث بينك وبين نفسك، أو بينك وبين صديق تثق فيه في زمن أصبحت الثقة أندر من... (واختاروا أنتم أي شيء نادر واستشهدوا به).

المهم، من هذه المواقف، مصادفتك قسرا وبدون إرادتك لأحدهم وهو يتحدث عن الأمانة وهو أبعد خلق الله عنها، أو حديثه عن المثل وهو لم يتمثل شيئا إيجابيا في حياته، أو تداعيه عن المسؤولية الوطنية، وهو متخم حتى أذنيه بكل ما يصم الآذان من الكوارث.
هؤلاء الذين لا يستحون، ولا يتورعون عن الفتوى في كل شيء من الأسهم حتى أسعار التفاح في بلاد التفاح، يصل بك الغيظ إلى حد أن تقول له: (من أنت، ألست...).
ثم تفتح له ما تعرف ويعرف كل الخلق عنه، ولكن عندما تراجع نفسك تجد أن كلامك كله سيمر مرور الكرام ولن يؤثر فيه، لأنه تضخم إلى حد أنه لا يحس ولا يمكن أن يحس، وحينها يصل بك العقل المزيف إلى حد أن تسكت متمتما: لا يستحي، ولن يستحي.