-A +A
علي فقندش (جدة)

منذ عشرين عاما أطل علينا في جدة الفنان الشعبي الأكثر نجاحا في الشارع العربي احمد عدوية، عندها احتفل به الوسط الاعلامي والوسط الفني وكان دعاة الاحتفال به بعد ازمة صحية كادت تودي به صديقه الفنان حسن اسكندراني والاعلامي الراحل جلال ابو زيد.. والفنان احمد عدوية كانت ابرز عوامل الايجاب في مشواره ان الكل استمع اليه وتشرب فنه الشعبي المليء بصدق البسطاء من ابناء الشارع المصري والشوارع العربية بشكل عام، اولئك الذين يعد عدوية في الاصل «منهم وفيهم».. ومجرد مجيء عدوية الى ساحة الغناء في منتصف سبعينيات القرن العشرين احدث جدلية كبيرة بين ما تبقى من مثقفي جيل الستينيات في مصر الذين رحبوا قبل ذلك بمحمد طه وخضرة محمد خضر وليلى نظمي وعايدة الشاعر وغيرهم ولم يكن كثيرون منهم قد استساغ عدوية عند قدومه بـ«سلامتها ام حسن، كركشندي ذبح كرشه.. يامحلا مرقة لحم كبشه».. وغيرها الكثير من الاغنيات، وعلى رأسهم موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب الذي لم يكن محبا لظاهرة عدوية يومها واعتبرها مسفة في حق الذوق العام، بل وسعى لأن يوقفها عن وسائل الاعلام مستخدما سلطاته وقواه التي هو اهل لها بلا شك واستطاع بنفوذه ان يوقف عدوية من وسائل الاعلام المصري الرسمي (الإذاعة والتلفزيون) دون ان يعلم انه بذلك فتح له ابواب الانتشار الاكبر جماهيريا عملا بقاعدة «كل ممنوع مرغوب» الى جانب عذوبة صوت عدوية واطلالته على الناس بلغة شعبية جديدة على الناس الى الدرجة التي عاش فيها بعض المثقفين الكذابين حالة من الشيزوفرينيا، بحيث يكون موقفه في المجالس الادبية واللقاءات الاجتماعية في مساءات القاهرة وعلى وجه التحديد على ارصفة (شيبرد، وسور نادي الزمالك، وسور نادي الترسانة، وامام فندق آمون) رافضا لعدوية وفنه، بينما يسمعه في حمام بيته، كي لا يختلف موقفه امام زوجته وابنائه عن موقفه امام اصدقائه وزملائه في الحقل الثقافي المصري.



ومن اولئك الذين ناصبوا عدوية ولونه الغنائي العداء كان الاعلامي الكبير مفيد فوزي، وبالمقابل كان قد وجد عدوية دعما كبيرا بلونه الشعبي من رجل نوبل الكبير نجيب محفوظ ومن شاعر الاغنية الكبير مأمون الشناوي رحمهما الله وهذا الاخير كان دعمه لأحمد عدوية سخيا حيث كتب له اغنية «كركشندي» ومن هنا بدأنا حوارنا مع عدوية لتصحيح معلومة كثيرا ما شهدت مغالطات بين مصدق ان مأمونا هو من كتب هذه الاغنية وهو الذي كتب روائع ام كلثوم وعبدالوهاب وفريد وعبدالحليم وغيرهم مثل «دارت الايام، بعيد عنك، كل ليلة وكل يوم، انساك، كفاية نورك عليا، انا لك على طول، صدفة، حلو وكذاب، الربيع، حكاية غرامي، يا زهرة في خيالي، اول همسة، سنة وسنتين، حبيب العمر، بنادي عليك».. وغيرها من اجمل الاغنيات واعذب النصوص.



• سألته هل هو من كتب كركشندي؟ كما نعرف نحن تأريخا للاعلام الحديث فقال :



- نعم مأمون الشناوي استاذي الكبير هو من كتب هذا النص لي بغرض دعمي بعد ان اعجب بصوتي وأحب لوني الغنائي، بل وازيدك من الشعر بيت مأمون الشناوي كتب لي ايضا واحدا من اشهر وانجح مواويلي والذي يقول:



ياحلو اروح فين والدنيا زحمة.. والليل داخل



وانا ما ضناني وخلا عظمي دا ناخل



الا فراق الحبايب.. ع الباب وانا داخل



انظر الى البساطة والجمال في هذا النص الذي خدمني كثيرا ولطالما رددته، لقد استكثر على البعض ان يكتب لي مأمون الشناوي الذي آمن بموهبتي تماما كما آمن الراحل بليغ حمدي بموهبتي وهو سيد العطاء الموسيقي الشعبي الحديث الذي لا يوسم الا بـ« البليغي» اذا ما اردنا انصاف هذا المبدع الكبير الذي قال عنه استاذنا عبدالوهاب «اذا اردت ان تتعرف على مصر فاسمع بليغ حمدي».



• ماذا قدم لك بليغ حمدي؟



- قدم لي عملين كبيرين، احدهما غاية في الاهمية بالنسبة لمشواري مع الفن «القمر مسافر» وهي من كلماته وقدمها لي في باريس في مرحلة محنته واضطراره للهروب من مصر.



• ماذا عن زيارتك الحالية الى المملكة؟



- الهدف الاساسي العمرة والزيارة ومعي ام محمد ومدير اعمالي والمسؤول الموسيقي عن مشوار عدوية صلاح عسال وهو بالمناسبة والد الموزع الموسيقي احمد العسال وعازف التشيلو اسلام العسال الذي عمل فترة بسيطة في فرقة الاذاعة والتلفزيون الموسيقية في جدة مع الفنان حسين الاهدل.



• بمناسبة ذكر ابنك محمد الذي جرب الحياة الفنية كمغن وقدم البومات، لماذا لم يواصل في عالم الغناء؟



- هو محب للفن بشكل كبير ونال رضا الكثيرين، وما زال من فترة لأخرى يزاول ويناغم الغناء، الحمدلله هو تزوج الآن ورزق بـ«احمد»، وأخته وردة رزقت ايضا بـ«ياسين».



• ماذا عن الدويتو مع رامي عياش «وبحب الناس الرايقة»، ما هي فكرة تلاقيكما في عمل فني واحد؟



- رامي صديقي وهو محب جدا للوني الغنائي وكان يوما ما ضيفا علي في بيتي وسمعني وأنا ادندن بالاغنية واعجب بها واصبح يغنيها معي الى ان قررنا معا غناءها وتصويرها ككليب والحمد لله سجلت نجاحا طيبا.



بالمناسبة، عندي الآن بعد زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة دويتو جديد مع الزميل حسن اسكندراني وهو فكرة غنائية جديدة سنسجلها في الاستوديو الخاص به في جدة بعد حفل كبير سيجمع فيه الكثير من ابناء الوسط الفني في جدة مساء الاربعاء، كما انني سأحل ضيفا في مكة المكرمة على رجل الاعمال المحب للفن مصطفى فؤاد علي رضا.