-A +A
خالد آل مريح ـ أحد رفيدة
السماوة عادة قديمة تعود إلى عمق التأريخ الإنساني عرفها الشعب العربي، حافظ عليها وصنع طقوسها، وتفاوت آليات وأساليب الاحتفاء بها بين قبيلة وأخرى، تلك العادة تبدأ من تسمية المولود ذكرا كان أم أنثى باسم مطابق لشخص آخر، وهي تعبر عن الكثير من قيم ومضامين الفخر والزهو، يهتم بها الأهالي قياسا بما توارثوه من أسلافهم، ولا زالت متأصلة في قرى منطقة عسير.
هذه العادة بدأت تخبو شيئا فشيئا مع زحف مظاهر التمدن وبروز الأسماء الحديثة، واختفت كليا في أوساط المدن والمجتمعات المدنية، لتبقى محصورة على القرى والهجر خصوصا في منطقة عسير، حيث مازالت الكثير من الأسر هناك تتمسك بمثل هذه العادة وتوليها كثيرا من الرعاية والاهتمام.

يلاحظ أن البعض يبالغون أحيانا في هذه العادة سواء من حيث الهـــدايا التي تــجلب لـ (السمي) أو (السمية) والمبالغ النقدية التي تدفع أو العزائم والموائد التي تمد واللباس إلا أن من أبرز الإيجابيات التي تتضمنها مثل هذه العادة هي تقوية روابط التواصل والإخاء بين أفراد الأسرة أو القبيلة التي تتجه إلى تسمية أحد أبنائها أو بناتها بأحد أفراد الأسرة أو القبيلة الأخرى، ويتضح ذلك جليا من خلال العديد من المناسبات والمواقف التي تحدث، ومن المهم الإشارة إلى وجود استيعاب معنوي لكثير من الأجيال الحديثة لهذه العادة خصوصا تلك التي تنشأ في بيئات قبلية لا تقف فقط عند تربية وتسمية أبنائها بهذه الطريقة بل تتعدى إلى تأصيل مفاهيمها وطقوسها في دواخلهم لينشأوا محافظين عليها.
وأيا كان الرأي العام حول هذه العادة ــ مؤيدا أو معارضا ــ إلا أن الجميع يتفقون على أنها ظاهرة تحمل إرثا تاريخيا وإنسانيا عريقا، وفي نفس الوقت يجب ألا تتجاوز كونها عادة عربية قديمة، وفي ذات الوقت يجب أن تقنن حدود الاحتفاء بها على ألا ترتفع إلى مبالغ مادية مرهقة للطرف الآخر بطريقة تثقل كاهله.