-A +A
عزيزة المانع
القارئـة تغريـد
بعثت بسؤال طريف يتماشى مع التيار الفكري السائد في زمننا هذا، تقول إنها سمعت إحدى قريباتها المسنات تروي حادثة تفيض (رومانسية) وقعت في قريتهم حيث قتلت فتاة نفسها بعد أن رفض أهلها تزويجها من الشخص الذي تحب، ولما بلغ خبر موتها حبيبها لم يحتمل فقدها فانتحر هو أيضا وأوصى أن يدفن معها في القبر نفسه، إلا أن أهله لم يتمكنوا من تنفيذ وصيته لأنهم سمعوا من يقول بعدم جواز دفن المرأة والرجل في قبر واحد وأن ذلك من الاختلاط المحرم.
وتغريد تقول إنها أشفقت على هذين الحبيبين وأسفت أنهما لم يلتقيا حتى في القبر. وحين أتيحت لها الفرصة في رمضان الماضي سألت أحد الدعاة المتحدثين في المسجد عن حكم دفن المرأة والرجل في قبر واحد، فأفادها بأنه لا يجوز إلا أن تكون هناك ضرورة كشح في القبور أو يكون الناس في عجلة لخوف أو في حرب فلا يكفيهم الوقت لحفر قبر آخر، وفي مثل هذه الحالة يكون مكان المرأة في القبر خلف الرجل ولا توضع أمامه. وحين سألت الداعية: ولم لا توضع أمامه؟ كان رده: قياسا على وضع المرأة والرجل في الصلاة! وتختم تغريد رسالتها بالتساؤل: هل سبق في تاريخ المسلمين أن دفن رجل وامرأة في قبر واحد؟
ولهذه القارئة العزيزة أقول إني لا أعرف شيئا عن قبر واحد يضم رفات رجل وامرأة، ولكني أعرف عن قبور جماعية حفرتها مجازر الطغاة تضم داخلها الرجال والنساء والأطفال مجتمعين معا، لكنه على أية حال، اجتماع يقع ضمن مفهوم (الاختلاط العام وليس فيه شبهة خلوة) كما أن هذه القبور الجماعية يدفن فيها النساء والرجال والأطفال متراكمين بعضهم فوق بعض لا يقدم فيها أحد على أحد.
لكني إن أذنت لي، أهدي سؤالك للإعلامي المتوقد الأستاذ عبدالعزيز قاسم ليطرحه ضمن برنامجه الساخن (حراك)، فهو سؤال يأتي في سياق القضايا الجدلية التي يثيرها البرنامج كل أسبوع، وقد يحرك لدى المشاركين شهوة الجدل والتشمير عن الأكمام لدخول حلبة الصراع حول الإباحة والتحريم، والتقوى والفسوق، والإيمان والكفر، وقد يكتشف المتصارعون أن فيما تطرحينه دسيسة غربية، أو مكيدة إيرانية، أو طفرة من طفرات الإخوان ذات الأهداف السياسية، أو مجرد نزوة علمانية، فتكونين بطرحك لهذه المسألة قد نفعت المسلمين بدفعهم إلى مناقشة ما يحيط بهم من الأخطار.
الأستاذ عبدالعزيـز عمر أبو زيد
بعث إلى أفياء بكتابين من تأليفه، أحدهما ( المعماريون في جدة القديمة) والآخر (حكايات العطارين في جدة القديمة) من يقرأ العناوين تشده إلى القراءة فهي تحمل إيحاء بطرافة الموضوع وتثير التشوق للقراءة. الكتابان في حجم صغير وأنيق وعلى غلافيهما صور جذابة، أشكر المؤلف على هديته الكريمة وأعده بقراءة كتابيه متى توفر لدي الوقت.
فاكس 4555382-1

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250
موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة