-A +A
عبدالله آل هتيلة
أكد رئيس مجلس إدارة نادي جازان الأدبي الشاعر محمد يعقوب أن منطقة جازان ستستضيف في العام القادم ملتقى للشعر سيكون الأكبر على مستوى العالم العربي، عطفا على المحاور التي ستناقش والضيوف البارزين المشاركين والأمسيات التي ستنظم على هامش الملتقى بمشاركة عربية واسعة.
وأبدى يعقوب في ثنايا حديثه لـ«عكاظ» استعداده لفتح صفحة جديدة من العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل مع من يعتقدون أنه أخطأ بحقهم، لبدء مرحلة من العمل الجاد تخدم الحركة الثقافية في المنطقة، وقال: «أنا على استعداد للذهاب إليهم في منازلهم والاستماع لهم، وفتح صفحة جديدة من الود».
وتطرق رئيس نادي جازان الأدبي إلى الخطط المستقبلية التي تستمد قوتها من شراكة حقيقية مع الجمعية العمومية والجامعات والمؤسسات الثقافية، لتمتد إلى جميع المحافظات، إضافة إلى مواضيع أخرى فإلى الحوار:


• ما مدى رضاكم عن الحراك الثقافي في منطقة جازان، وهي التي أنجبت كثيرا من الأدباء على مستوى الوطن؟
ــ نادي جازان عريق بتاريخه ومن أقدم الأندية على مستوى المملكة، وسيبقى حاضنا لجميع الفعاليات المتنوعة، إلا أن هناك مستجدات طرأت على الساحة الثقافية أثرت هذه الحركة، خاصة بعد دهر من التعيينات، ثم إقرار الانتخابات بعد سنوات من المطالبات، إلا أننا كمثقفين وضعنا على المحك ولم نوفق في التعامل معها على مستوى المملكة، من حيث إنها تجربة جديدة رغم أننا من طالب بها، لكنها فترة انتقالية كان لا بد منها، وقدر من تسلموا مجالس إدارات الأندية عن طريق الانتخابات أن يخوضوا هذه التجربة للمرة الأولى، واثق أن هذا الحراك سينتج عملا ثقافيا مستقرا مدهشا وجميلا.


تطلعاتنا كبيرة
• وزارة الثقافة والإعلام اعترفت بأن لائحة الانتخابات تحتاج إلى تعديل، خاصة وأنها كانت بوابة لدخول بعض المحسوبين على الثقافة إلى مجالس الأندية، إلا أن كثيرا من المناطق تجاوزت الأمر وبدأت بالتحرك الفعلي نحو تنظيم كثير من الفعاليات ونادي جازان لم يحرك ساكنا؟ ما تعليقكم؟
ــ هذه وجهة نظرك، إلا أن نادي جازان الأدبي أقام كثيرا من الفعاليات على مستوى المدينة والمحافظات، استضفنا أسماء ورموزا ثقافية، وعقدنا اتفاقيات كثيرة، ولا شك أن نشاطات النادي صاحبها ضجيج في البداية وهذا كان طبيعيا، ويكفينا أن نادينا من الأندية القليلة التي لم تشهد طعونا في نتائج انتخابات مجالس ادارتها، ولكن تظل هناك وجهات نظر لمجموعة من الزملاء يرون أن هناك من يستحق أو لا يستحق ونحن ارتهنا لنتائج الانتخابات، أعود لأكرر أننا قمنا بجهود لكنها ليست كل تطلعاتنا.
• ولكن نادي جازان حتى الآن لم ينظم فعاليات على مستوى المملكة، رغم أن هناك أندية أقل بكثير من إمكانيات المنطقة نظمت مثل هذه الملتقيات؟
ــ سؤال جميل جدا، في العام الماضي استلمنا النادي ونحن على وشك الدخول في فصل الشتاء وهو الوقت المناسب لاستضافة المناسبات، وتم تأجيل تنظيم ملتقى شعري عربي كبير عنوانه (الشعر العربي المعاصر وحوار الحضارات) يتناول عددا من المحاور وتقدم لنا حتى اليوم أكثر من سبعين بحثا على مستوى العالم العربي والخليج، ومن أهم أوراقه تشكيل الهوية في الشعر العربي، والآخر في الشعر العربي، والآداب الأجنبية، وسيقام على الهامش أمسيات لأبرز الشعراء في الوطن العربي، وقد شكلنا لجانا عاملة، وسنعرض كل ما نتوصل إليه على الجمعية العمومية لمناقشتها، وأؤكد بأن جازان كما ارتبطت بالشعر دائما فإن هذا الملتقى سيكون الأكبر على مستوى العالم العربي.

استيعاب الانتقادات
• ألا تخشى أن يضع البعض العراقيل أمامكم للحد من نشاط النادي؟
ــ لكل عمل صعوبات، وأعتقد أن الأربع سنوات الأولى لكل المجالس الأدبية ستواجه صعوبات، لأن من يأتي في المرحلة الثانية سيكون أكثر نضجا ومعرفة واستيعابا بعد الاستفادة من التجربة، ولكن لا شك استفدنا كمجلس إدارة وكثير من أعضاء الجمعية العمومية تفهموا الظروف وسيكون لدينا شراكة حقيقة مع الجمعية العمومية لتقديم الأفضل لمنطقة جازان.
• هل أنت مطمئن للمرحلة المستقبلية؟
ــ مجلس إدارة النادي عليه أن يعمل، وخيارنا الوحيد أن نتعامل مع الانتقادات كمؤسسة ثقافية بعيدا عن الشخصنة، وتقديم نشاطات نوعية، واستيعاب انتقادات أعضاء الجمعية العمومية، أما الدخول في جدل مع أفراد فليس هذا دورنا، ولا شك استفدنا من الموسم الماضي، ونعمل الآن على صياغة برنامج يليق بنادي جازان الأدبي، وسيعرض على الجمعية العمومية لاعتماده، وسيرى الجميع ما هو أفضل في قادم الأيام.

الشراكة مع الجمعية
• بصراحة متى تجتمعون بود وصفاء مع رئيس مجلس الإدارة السابق ومن تختلفون معهم، من أجل ثقافة جازان؟
ــ أؤكد لك، أنني كرئيس لمجلس الإدارة على تواصل مع الجميع، ووجدت منهم سعة صدر، بل وذهبت إلى منازل البعض منهم، وشكرتهم على ما قدموا من خدمات للمنطقة في المجال الثقافي، وأنا على استعداد للذهاب إليهم والاعتذار لمن يعتقدون أنني أخطأت بحقهم، فالنادي ليس محصورا على رئيس وأعضاء مجلس الإدارة هو ملك للجميع، ونحن نسعى لإقامة شراكة مع الجمعية العمومية وجميع المثقفين، ولكن ليس أمامنا إلا أن نعمل وهذا ما سنحاسب عليه.
• بعد مرحلة من الشد والجذب بين مجلس الإدارة وبعض أعضاء الجمعية العمومية لماذا لا تتبنون وفاقا بين جميع الأطراف؟
ــ الثقافة ليس فيها كلمة فصل، وما يقدم قد يرضي البعض ولا يتفاعل معه البعض الآخر، أما أن يكون الحراك الثقافي دائما فهذا أمر مطلوب، ولكن في ظل الاحترام المتبادل بين جميع الأطراف، لكي نصل إلى تقديم ما يرى الطرف الآخر أنه الأجمل وينسجم أيضا مع تطلعاتنا.
• أندية كثيرة على مستوى المملكة تبنت فتح فروع في المحافظات، ونادي جازان لا زال بعيدا عن محافظات المنطقة، ما هي الأسباب؟
ــ في المناطق الأخرى يوجد مركز أو اثنان لكل ناد أدبي في المحافظات، إلا أن منطقة جازان تختلف كثيرا من حيث عدد المحافظات، والمساحات الشاسعة التي تطمح أن يكون لديها مراكز وأنشطة ثقافية بحكم أن أدباء المنطقة يتواجدون في كل مكان، ونحن نسدد ونقارب حيث أقمنا بعض الفعاليات في ثماني محافظات، وخطتنا المستقبلية تعتمد على أن تكون الأنشطة متنوعة بعيدة عن التشابه، وبما يتناسب أيضا مع أجواء كل محافظة وطبيعتها.

اللجنة النسائية
• أين اهتمامات نادي جازان الأدبي بالرواية؟
ــ إدارة الأندية الأدبية في وزارة الثقافة والإعلام تسعى إلى التنسيق بين الأندية من حيث مضامين الملتقيات ومواعيدها، ولا شك أن جازان ارتبطت بالشعر، وهذا لا يعني إغفال الرواية أو القصة، فوجود عضو مجلس الإدارة أحمد القاضي الذي أعشق أعماله، وعلي زعله، يجعلنا ننظم أسبوعا للقصة القصيرة، أما عن الرواية فقد تميز بها نادي الباحة الأدبي، وهذا التنوع مهم جدا.
• وهل لديكم تحفظ من تشكيل لجنة نسائية في النادي؟
ــ اللجان النسائية تشكلت في الأندية الأدبية قبل أن تدخل المرأة كعضو في المجالس، أما الآن فلسنا بحاجة للجنة لأن الصورة العامة للفعاليات وهذا توجه الوزارة تنظم للرجال والنساء، وإذا كانت هناك فعاليات فيتم الإشراف عليها من قبل عضوتين في المجلس، ومن ضمن البرنامج التعاون مع كليات جامعة جازان النسائية، وبصراحة ليس لدينا تحفظ ولكن طبيعة العمل تغيرت كثيرا بعد دخول المرأة لعضوية المجالس.
• هل تولى نادي جازان طباعة مؤلفات، وما هو نصيب المبدعين في المنطقة؟
ــ المجلس الحالي تعاقد مع دار نشر عربية لكي يصل الإبداع في المنطقة إلى جميع معارض الكتاب الدولية، وأصدرنا ستة كتب ما بين مجموعة كاملة للأستاذ عبدالله باخشوين ومجموعة قصصية لحمزة كاملي، وديوان شعري لعضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله الفيفي، وديوان شعري لعبدالصمد حكمي، إضافة إلى تميزنا في إصدار مجموعة قصصية باللغة الانجليزية لجميع قاصي جازان بدءا من محمد زارع عقيل وعوض طاهر سلام وعبدالعزيز الهويدي وعبده خال وعمر طاهر زيلع وصولا إلى الشباب أمثال أحمد القاضي وعلي زعله وخالد السعن.

الاستعلاء مرفوض
• المبدعون في الرواية والقصة والشعر كثيرون، ولكن ينقصهم التواصل مع وسائل الإعلام، لماذا لا يتبنى النادي فكرة تلخيص هذه الأعمال والدفع بها للصحف تشجيعا لهذه المواهب؟
ــ نحتاج في جازان إلى أن تكلف الصحف محررين ثقافيين للتواصل مع النادي، ليسهموا معنا في الطرح والنقاش بدلا من الاكتفاء بالنقل دون نقد للفعاليات، خاصة وأن المنطقة ثقافية بامتياز.
• ماذا تقول في الختام؟
ــ لكي نبدأ موسما ثقافيا أجمل، لا بد أن نحسن النوايا، ويعلم الله أننا في المجلس نعمل على برنامج يليق بالمثقفين، وسنعرضه على الجمعية العمومية، ولهم الحق في إجراء التعديلات أو الإضافات لكي نعمل وفق شراكة حقيقية، وأنا أؤكد أن لا استفزاز أو تهميش أو استعلاء، فنحن بحاجة للجميع، وسنتفق مع من يقودنا للنجاح وتحقيق تطلعات مثقفي ومثقفات المنطقة.