-A +A
منيرة المشخص ـ الرياض
غدا هو اليوم الثالث والعشرون من سبتمبر، هو يوم نحتفل فيه بذكرى اليوم الوطني ذلك اليوم الذي أصبحت فيه سماء المملكة سماء أمجاد وعزة وسلام ونور، في هذا اليوم، لكل شخص طريقته في الاحتفاء والاحتفال، ما يطرح التساؤل: هل هو احتفال فرحة، أم احتفال يتجاوز حدوده إلى تصرفات طائشة تشمل تحطيم ممتلكات الآخرين والتصرف بطريقة عشوائية متخبطة تؤذي الآخرين، كيف يفترض أن يكون الاحتفاء بهذا اليوم وهذه الذكرى، عدد من المواطنين والشباب والمختصين تحدثوا عن الكيفية التي يجب أن يكون عليها هذا الاحتفاء بما يتناسب مع أهمية المناسبة لهذا الوطن الغالي:
أسباب العدوانية

يمكن تلخيص أسباب التصرف العدواني لبعض الشباب أثناء الاحتفال باليوم الوطني في النقاط التالية:
• عدم الوعي بمفهوم الوطنية والمواطنة الصحيحة.
• عدم قبول الوسائل والأساليب التي يقرها المجتمع في التعبير عن الفرح، ومحاولة ابتكار أساليب جديدة ومنها التخريب.
• التأثر بالأفلام المتضمنة للثقافة المصدرة والمغرضة.
• محاولة لفت انتباه باقي أفراد المجتمع إلى احتياجاتهم ومطالبهم في مناسبة بحجم الاحتفال باليوم الوطني.
• انخفاض مستوى الشعور بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الوطن.
• ضعف الوازع الديني والاعتقاد بأن الاحتفالات الوطنية أمر من الأمور الدخيلة على المجتمع.
• عدم إدراك أن حب الوطن من الأمور التي يجب أن يؤمن بها الإنسان.
أما من حيث معالجة مثل هذه السلوكيات، فلا يمكن أن تتم أو تتحقق بسهولة، إذ تحتاج إلى جملة من البرامج التوعوية عبر الوسائل المختلفة من إعلام وتعليم، ولا يكفي أن نتذكر حب الوطن عند الاحتفال باليوم الوطني، فلا بد أن يكون حبه والتعبير عن هذا الحب هاجسا لدى المسؤولين عن القطاعات ذات العلاقة بترفيه الشباب وتعليمهم، كوزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب وغيرها من القطاعات الأخرى ذات العلاقة، كما أن على الجهات الأمنية اتخاذ الإجراءات والتدابير الحازمة تجاه السلوكيات غير السوية في هذا الاتجاه.
وبكل أمانة، أعتقد أن جميع المؤسسات الإعلامية والتعليمية والمجتمعية وعلى رأسها الأسرة ذات علاقة في تدني الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن، فما يتم عرضه في الإعلام المرئي من دراما أكاديمية وبعضها ساخر من اللوائح والأنظمة الرسمية، وما يتم نشره وترويجه في الأجهزة الإلكترونية من إشاعات مغرضة، وكذلك الكيفية التي تتعامل بها سياسة التربية والتعليم مع البرامج ومواد التربية الوطنية، كلها تحتاج إلى إعادة نظر ودراسات علمية مكثفة ومقننة تخرج بتوصيات تعمل على تصميم البرامج النافعة والمجدية في هذا الخصوص، كما أن الأسرة تشترك في الجزء الأكبر من هذا الشأن، فعدم مشاركة وحث الآباء والأمهات على الخروج الجماعي للتعبير عن الفرح يجعل المسافة بينهم وأبنائهم واسعة، ما يمنح الشباب الفرصة للخروج على المألوف وتجاوز حدود التعبير إلى سلوكيات التخريب وخلافه، وتعديل السلوك وتوجيهه الوجهة الصحيحة يحتاج إلى وقت وتضافر جهود بين كل القطاعات المسؤولة وذات العلاقة بفئة الشباب من الجنسين، ولن يتحقق ذلك دون تصميم برامج وأنشطة تعمل على تقويم السلوكيات السلبية لدى هذه الفئة التي يجب أن تبدأ بالتعرف بتقييم السلوك والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن، ومن ثم تنطلق إلى محاولة التعرف على ما يحتاجه الشباب، وتنتهي بتوفيرها بحدود الثقافة المجتمعية والتي أظن منها إشراكهم بالتنظيم والنشاطات الوطنية ومنحهم المسؤولية في ذلك على مستوى كافة مناطق المملكة.
د. صالح بن عبد الله العقيل
باحث اجتماعي
اجتماع أسري في يوم الوطن
لا شك أن يوم الوطن مناسبة تستحق الاحتفال، وللأسرة دور كبير في تربية الأبناء على التعامل الإيجابي مع هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا، عن طريق التعرف على منجزات الوطن والفخر بها والمحافظة عليها، ويمكن تخصيص هذا اليوم باجتماع أفراد الأسرة والحديث عن تاريخ الوطن وتراثه وثقافته وحضارته، ويشمل تشجيع الوالدين للأبناء على الحديث عن مشاعرهم واعتزازهم بأنهم جزء من هذا الوطن، وعما يمكن أن يقدم كل فرد من أفراد الأسرة لوطنه.
أما ما يحدث من تجاوزات من بعض الشباب أثناء احتفالهم وخروجهم إلى الشوارع والطرقات، فيمكن تفسيره من وجهة نظري، بغياب التوعية بكيفية ذلك، وعندما تلوح لهم أول سانحة فإن مخزون العواطف المشحونة داخل وجدانهم ينفجر ولا يمكنهم التحكم في انفعالاتهم ما ينتج عنه الكثير من السلبيات والمشكلات التي لاتتوافق مع قيم المجتمع وعاداته.
ويمكن معالجة ذلك بإيجاد أماكن مخصصة للاحتفالات بضوابط مناسبة تتيح للشبان التعبير عن فرحتهم بأسلوب حضاري كما يحدث في احتفالات العيد التي لا نرى فيها أي تجاوزات.
أسماء عبد العزيز اليحيى
مشرفة تربوية، ومساعدة إدارة رياض الأطفال في منطقة الرياض.
غريزة محبة الأوطان
قال أهل الأدب: إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه، وبكاؤه على ما مضى من زمانه. والمحبة للأوطان والانتماء للأمة والبلدان أمرٌ غريزيٌ، وطبيعةٌ طبعَ اللهُ النفوس عليها، وحينَ يولدُ الإنسانُ في أرضٍ وينشأُ فيها فيشربُ ماءَها، ويتنفسُ هواءَها، ويحيا بين أهلها؛ فإن فطرته تربطه بها، فيحبُّها ويواليها، ويكفي لجَرْح مشاعر الإنسان أن تشير إلى ألا وطن له.
ولما كان الخروج من الوطن قاسيًا على النفس، فقد كان من فضائل المهاجرين أنهم ضحوا بأوطانهم هجرةً في سبيل الله، وفي سنن الترمذي بإسناد صحيح: عن عبد الله بن عدي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفًا على راحلته فقال(إنكِ لخيرُ أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرِجت منك ما خرجت)، وقال العيني يرحمه الله: ابتلى الله نبيه بفراق الوطن.
وجوهر الوطنية عقيدة صحيحة، وبيعة في العنق، وأداء للحق، وولاء وطاعة، وعدمُ خروجٍ على الجماعة، ورائع من شبابنا أن يتمثلوا هذه القيم الإيمانية في الحرص على ممتلكات الوطن والوفاء له والحرص على تنميته والدفاع عنه والتعلم لرفعته، لأنه وطن الإسلام الأول وقبلة المسلمين وهي نعمة عظمى من الله نغبن عليها.
يوسف سليمان الهاجري
إمام وخطيب جامع والدة الأمير عبد العزيز بن فهد.
البذرة الأولى .. الأسرة
تحتفل الدول بيومها الوطني، والمملكة شأنها شأن باقي دول العالم، حيث تعم الفرحة كافة أفراد المجتمع ابتهاجا وسرورا بهذا اليوم، وهذا في حد ذاته كفيل بترسيخ مفهوم الاحتفال باليوم الوطني، إضافة إلى تضافر كافة الجهود في تعميق حب الوطن والحرص على رفعته حتى يكون في مصاف الدول المتقدمة والباحثة عن الرقي والحضارة الخالدة، ومن أهم الشرائح المؤثرة في تأصيل حب الوطن هي الأسرة التي ينشأ فيها الأبناء ويكتسبون فيها أولى ثقافاتهم، وكذلك يأتي دور المؤسسات التربوية مكملا لما بدأت به الأسرة بالإضافة لدور وسائل الإعلام بتقوية الحس الوطني بما تطرحه من برامج هادفة تعنى بهذا اليوم، ولفت نظر الشابات والشبان إلى الاحتفال بطريقة مألوفة بعيدا عن الفوضى التي ربما يمارسها البعض، والبعد عن إيذاء الآخرين، فالكل شركاء في هذه الفرحة الغالية على قلوبنا جميعا
إبراهيم الدوسري
معلم في المرحلة الابتدائية ومذيع في
القناة الأولى السعودية.
تكثيف البرامج الإثرائية
يكون ترسيخ اليوم الوطني بتذكير البنات والأبناء بتوحيد المملكة، ويكون الاحتفال بطريقة مبسطة ومحببة للأسرة وللشباب، وإظهار الفرح بطريقة مشروعة بعيدا عما نشاهده أحيانا من مواقف سلبية للاحتفال باليوم الوطني، خصوصا أن هذه التصرفات ربما تمنع البعض من المشاركة في الاحتفال باليوم الوطني خوفا من التعرض لبعض المواقف المحرجة أو الأذى.
أما دور المؤسسات التربوية فيكون بتنظيم احتفالات ومسابقات ومشاركات تهتم باليوم الوطني لترسيخ حب الوطن في نفوس الناشئة والشباب، والبعد عن كل ما يعكر صفو هذا الحب، وهنا يأتي دور الإعلام كحلقة وصل بين الوطن والمواطن، فيجب أن يعي الإعلام دوره في تكثيف البرامج الإثرائية التي ترسخ حب الوطن وبذل الغالي والنفيس لرفعته ورقيه.
عارف الحميضي
معلم في مدرسة الشيخ عبد الله الجار الله الابتدائية.
مشاركة في الإنجازات
ترسيخ الاحتفال باليوم الوطني بتعريف الشابات والشبان بهذا اليوم المشهود الذي تم فيه توحيد المملكة على يد مؤسسها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، الذي لم شتات هذا الوطن بعد أن كان مجالا للنزاعات بين القبائل والسلب والنهب بينهم. ويكمن دور الأسرة بالمشاركة الفاعلة في هذا اليوم وعن الإنجازات التي تمت فيه، وتخصيص الزي الوطني الأخضر الذي يتزين به الأبناء والبنات، وأن يتذكر الأجداد كيف كانت أوضاعهم سواء من الناحية الأمنية أو الاقتصادية، وكيف أصبحت بفضل الله ثم بعزيمة صقر الجزيرة.
عبد الرحمن الرميح
معلم ابتدائي.
لحمة وطنية ظاهرة
يلفت نظري تلك اللحمة الوطنية الظاهرة للعيان التي تعيشها الأسرة السعودية، وهذا يشعرنا بالفخر والاعتزاز لما نكنه لبلادنا، وفي رأيي، أن حب الوطن هو انتماء حقيقي يتجلى في العمل على رفعته وتقدمه بإخلاص وتفان دون انتظار مقابل أو مكافأة على هذا العمل أو هذا الشعور.
وأمانة منطقة الرياض أعدت خطة متكاملة للاحتفاء باليوم الوطني، وحددت تسعة مواقع لاستقبال العائلات بعدد من الفعاليات، وأود ألا تقف الأسرة السعودية فقط على زيارة تلك النشاطات، بل عليها أن تبادر بتقديم رسالة وطنية سامية يقف عليها كل أفراد الأسرة بالمبادرة إلى إنشاء أعمال خيرية أو تطوعية للمحتاجين في المنطقة التي ينتمون إليها، فالأسرة تعتبر المؤسسة الاجتماعية التي تعنى بالتماسك الاجتماعي كونها مصدرا لتكوين الشخصية والانتماء والهوية الإنسانية والوطنية، ومفرز المثل السلوكية والتكيف مع المجتمع من خلال الدور الذي تضطلع به في تربية أفراد الأسرة وما تنفذه تجاه أبناء الوطن، ومن أهم المجالات التي يتحتم على الأسرة التركيز عليها لتعزيز مقومات المواطنة الصالحة في أبنائها، حب الوطن والانتماء له، ربطهم بدينهم، تعزيز الثقافة الوطنية بنقل المفاهيم الوطنية لهم، تعويدهم على احترام القانون والأنظمة التي تنظم شؤون الوطن، غرس حب العمل الجماعي، وحب الإنفاق على المحتاجين، وكذلك حب التفاعل والمشاركة بالاحتفالات الوطنية بطريقة صحيحة، غرس ثقافة العمل التطوعي، والانخراط في المؤسسات التي تخدم الوطن، كما قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد حفظه الله (إن أهم ما يملكه الوطن هو ثروته البشرية، والشباب هم مستقبل هذا الوطن، وعليهم تعتمد التنمية، وبهم نستشرف المستقبل لنضع بلادنا في المرتبة التي تستحقها بين دول العالم المتقدمة).
واليوم، تغيرت أشياء كثيرة في سلوك الشباب وفكرهم، صاروا أكثر طموحا وحبا للحياة، يطرحون الأسئلة دون وجل، بدأوا يهتمون بالمخابر على حساب المظاهر، وهذا مؤشر إيجابي لنضج الشباب في بلادنا وهم الذين يمثلون النسبة الكبرى من السكان والمقدرة بـ60 في المائة. وهناك عدد من الممارسات الخاطئة التي يرتكبها بعض الشباب في طريقة احتفالاتهم بالمناسبات الوطنية، وفي رأيي أن علاج هذه المشكلة ليس مرتبطا بأفراد فقط بل بجميع المؤسسات التعليمية، الثقافية، التطوعية، والإعلامية الحكومية منها والأهلية، بإطلاق عدد من البرامج التوعوية والرسائل الإيجابية بعرض طرق الاحتفالات الصحيحة قبل اليوم الوطني بفترة ليست بالطويلة لتكون حاضرة في أذهانهم، كما أشير أيضاً إلى دور الإعلام الجديد من خلال تفعيل تلك البرامج التوعوية والرسائل الإيجابية للشباب وسرعة وصولها إليهم، ومن مزايا الإعلام الجديد أنه ذاتي التغذية، وإعلام تفاعلي، أي بالإمكان التعليق والرد على تلك المشاركات، وهذا سيكون له أثر يضاف للإعلام التقليدي الذي يقدم رسالته بكل شفافية.
عبد الله بن عبد الرحمن الطياش
ناشط اجتماعي.
انتمينا له وانتمى لنا
لا تحدثوني عن يوم وطني، أيامنا كلها للوطن، نحن في كل يوم نساهم باحتفال للوطن حين نقدم إنجازا عظيما يضيف للمجتمع معارف جديدة، نريد يوما مختلفا، نود احتفالا مختلفا، في هذا العام لا نريد أن نتراقص طربا على صوت أناشيد تتغنى بالوطن، نود أن نحتفل بإنجاز أبنائنا للوطن، شبابنا وفتياتنا، والوطن قدم لنا الكثير فانتمى إلينا، ونحن نود أن نقدم له الكثير احتفالا به فننتمي إليه، نريد أن نتراقص طربا هذا العام على إنجازات شبابنا ونحتفل بكل شاب خدم الوطن بإخلاص وقدم إنجازا للوطن نفخر به، نريد أن ننظم مسيرة من أجل الوطن بعيدا عن الضجيج العشوائي وبعيدا عن أنغام الموسيقى الصاخبة، لا نريد سيارات صبغت باللون الأخضر، ولا نريد وجوها تلونت بمزيج من الألوان، نريد علما واحدا يرفع في تلك المسيرة، وعبارة واحده نصدح بها «وطني.. من أجلك أنجزنا.. لتفخر بنا.. واليوم نقدم أنفسنا احتفالا بك.. في كل مدرسة.. جامعة.. مستشفى.. ووزارة.. وضعنا لنا بصمة من أجلك.. ولازلنا في بحور العلم نبحث.. لنحتفل بكل شاب وفتاة بيننا أسهموا في رفعة الوطن وفي تطور البلاد ودفع عجلة التطور.. في كل يوم ترسم لنا دروبا صبغت باللون الأخضر لنضيئها بإنجازات تلونت بنقاء قلوبنا البيضاء من أجل الوطن.. من أجل الملك.. من أجل المجتمع الذي ننتمي إليه.. وإلينا انتمى.. سحب على سماءك انتشرت.. وأرضك القاحلة اخضرت.. لتعانق الأرض سماءك وتشكل أعظم تلاحم بين الوطن وشبابه.. فقط نريد مسيرة صامتة نرفع فيها علم بلادي.. يتقدمنا الأيتام الذين احتضنتهم.. يتقدمنا المخترعون الذين دعمتهم.. يتقدمنا الخريجون الذين ابتعثتهم.. يتقدمنا الأطباء الذين شجعتهم.. لنقدم لك الولاء.. ونفتخر بأننا إليك ننتمي».
هيا العنزي
ناشطة في العمل التطوعي.
احتفل به مع بناتي
لم أنس أبدا الاحتفال بهذا اليوم، ذلك لأن والدي علمنا كيف نفتخر بهذا البلد وبمن وحده على قلب واحد دون تفرقة بين أحد، بلد عشنا على أرضه وأحببناها وأحبتنا، كان أبي يقول: لو أن لكل واحد منا أكثر من روح فلن يجدها غالية فداء لأرض الحرمين بلد حماها الله من الاستعمار والاغتراب، أرض حباها الله بالحرمين وقيض لها ابن سعود طيب الله ثراه، وكانت أمي تقول: لن أنسى عندما كان موكبه يمر من قريتنا، كان أميرها يطلب منا الخروج لاستقباله ولك أن تتصوري فرحتنا أطفالا وكبارا برؤية ملكنا، ولم يكن الأمر يقف عند هذا الحد، بل كان البعض يحمل في يده دلة قهوة ليضيف منها الملك، وبعد ذلك يملأها رحمه الله بالجنيهات الذهبية، كانت أمي تقول إن والدتها كانت دائما تحكي حالة الخوف والقلق التي كانت تسيطر عليهم والتي كانوا يعيشونها قبل توحيد البلاد، لدرجة أن المرأة إذا خرجت لإحضار الماء فالله وحده يعلم إذا ماكانت ستعود أم لا، ولذلك أنا أربي بناتي وأبنائي على أن هذه الأرض مثل العرض ندافع عنها ولا نؤذيها.
حياة العتيبي
سيدة أعمال وأم.
شخصية صقر الجزيرة
الوطن أغلى من ماء العين، فما بالك عندما يكون توحيده على يد الملك عبد العزيز ولم يكن لأحد فضل بعد الله عليه، وحتى من شاركه كانوا من أبناء هذه الأرض، احتار العالم في التعرف على شخصية صقر الجزيرة، وأذكر أنه في صغري، كانت المعلمة تحضر لنا في اليوم الوطني آلة عرض سينمائية نشاهد من خلال عروضها الملك عبد العزيز كيف وحد البلاد، وكانت المعلمة تزرع في دواخلنا الفخر بأن حبانا الله نعمة الإسلام والسلام، وملكا وحدنا دون أن يسمح لأية دولة أن تتدخل في شؤوننا، وهذا ما سار عليه أبناؤه من بعده.
الجوهرة عبد الرحمن
موظفة وأم.