مفهوما الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هما مفهومان إسلاميان اوكلت مهمتهما لكل مسلم وبالتالي تحويل المجتمع الى عين رقابية لازالة اية مخالفات من شأنها تقويض المفاهيم الاسلامية هما ليسا مفهومين خاصين بجهة محددة في الاصل ومع تشابك الظروف تولدت لدينا هيئة الامر بالمعروف كجهة حاملة لواء الفضيلة.. الذي اود الحديث عنه او ما تحمله لنا الصحف من اخبار بعض المنتمين للهيئة مما يتنافى مع الدعوة للخير والاصلاح فأغلب الاخبار التي تنشر تشير لاية حادثة اشارة تربص حيث يأتي الخبر ان الهيئة علمت بارتكاب اشخاص منكر لتقوم بدورها والذي يبدأ بالمراقبة والمتابعة حتى اذ حدث المنكر قام اعضاء الهيئة بالقبض على المرتكب لتلك المخالفة وفي رأيي هذا الدور دور الشرطة وليس دور جهة تستهدف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اقول ذلك لان الاسلام دين يحث على الستر ويحث على منع الظالم من ظلم نفسه بمنعه من القيام بفعل يضر النفس او المجموع ومن هذا المنطلق يصبح الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سابقا للفعل وليس لاحقا ولاقامة اقامة هذه السنة المحببة عليها ان تسارع بتنبيه المخطئ انه على وشك القيام بخطأ سيكلفه غاليا بمعنى آخر لو علمت الهيئة بامر ما عليها التحذير والتوجيه والارشاد قبل ان يقع الظالم بنفسه في مغبة ذلك الظلم... اما الدور الذي يأتينا من خلال الصحف فهو دور بوليسي مهمته الايقاع بالمخالف تحت الجرم المشهود وغالبا ما يتم هذا الدور في السرقات والرشوات ربما ينظر البعض الى هذه النصحية انها ساذجة فكيف لجهة ان تقوم بتنبيه المخطئ قبل ان يفعل فعله ربما يقول قائل ذلك ولكني ارى ان الاسلام دين لا يحب الفضائح ولا يحب التنكيل بالاخرين من خلال خطأ يمكن تلافيه قبل وقوعه ولا ينطبق كلامي هذا على الجرائم الاخلاقية الواضحة كالدعارة المنظمة وشبكاتها وصناعة الخمور وترويجها .. لكنه ينطبق على الاخطاء السلوكية الاخلاقية البسيطة حيث السنن والموروثات تخبرنا باعمال كثيرة سارع فاعلو الخير في نجدة اصحابها قبل الوقوع في الزلل فلماذا لا تجسر هيئة الامر بالمعروف الطريق بينها وبين الناس بالتنبيه والاستصلاح قبل ان تقع الفأس في الرأس خاصة اذ علمنا ان من يقع في خطأ عظيم كمن يقع في خطأ يسير حينما يسجن ويحصل على شهادة سوابق، اجمعوا الناس بالحب فنصوص ديننا دائما تحث على المحبة والرفق ومن ستر مسلما ستره الله يوم لا ستر الا ستره.
أخبار ذات صلة