-A +A
هيثم حدادين، كلاوديا بارسونز محمد المداح- رويترز، نيويورك
أكد وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل أمس، أن الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط، سترفض دعوة إيران للدول الإسلامية كي توقف الإمدادات النفطية لمؤيدي إسرائيل بسبب القتال في غزة. وأضاف قائلا في مؤتمر صحافي «أن منتجو النفط الذين يحتاجون لعائداتهم.. لن يفعلوا ذلك». وقال وزير الخارجية «استخدام النفط، خاصة في هذا الوقت، هي فكرة فقدت قيمتها على الأقل، الأمر المهم أن النفط ليس سلاحا، ولا يمكنك إيقاف صراع باستخدمه».وذكر الأمير سعود الفيصل إن الدول المنتجة للنفط «ستضر بنفسها إذا استجابت لدعوة طهران بقطع الإمدادات عن مؤيدي إسرائيل، وهو تصرف لن يساعد على إنهاء أي صراع من هذا النوع». وفي ذات السياق، أقر الأمير سعود الفيصل أن مجلس الأمن تخلى عن الاضطلاع بدوره، إذ لم يتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن هذا يضع علامة استفهام حول دوره. وشهدت الجلسة التي عقدت أمس الأول في أروقة المجلس جدلا ساخنا شارك فيه الوفد العربي الذي ضم الأمير سعود الفيصل وعددا من وزراء الخارجية العرب برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتركزت المداخلات العربية على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار وانتقادات لسكوت وتباطؤ مجلس الأمن في التحرك لكبح عمليات القتل التي تمارسها إسرائيل في غزة.

وقال سعود الفيصل: إن الشعب الفلسطيني يعاني من وطأة آلة عسكرية شرسة، وأن ما حدث يبدو وكأنه لم يرو عطش الإسرائيليين للدم الفلسطيني، مضيفا أن «مجلس الأمن تباطأ في اتخاذ قرار بشأن غزة، وذلك في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حربا ضروسا على غزة وما يحدث لن ينتج عنه سوى المزيد من العنف».


وحول أمن إسرائيل أوضح وزير الخارجية أنه لن يتحقق سوى بالاستجابة للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، واستدعاء المبادرات الدولية ومبادرة السلام العربية، إذ أن "إسرائيل تتحمل مسؤولية الوضع برمته، فهي التي انتهكت التهدئة وأبقت على الحصار، في الوقت الذي حافظ فيه الجانب الفلسطيني على التزاماته".

وطالب الأمير سعود الفيصل التعليق الفوري للأعمال الحربية الإسرائيلية وبلورة قرار واضح وصريح ينهي على نحو فوري إطلاق النار ويرفع الحصار، فضلا عن فتح المعابر والتوقف عن سياسات العقاب الجماعي لسكان غزة.

وأضاف أن الدول العربية حريصة على الالتزام بقرارات مجلس الأمن، بيد أنها تواجه بالتسويف، فإما أن يعالج مجلس الأمن هذه القضايا وإلا فالدول العربية ستدير ظهورها لمجلس الأمن.

من جهته، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجلس الأمن الدولي العمل على إصدار قرار فوري يوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومن ثم توفير حماية دولية كافية وفاعلة للشعب الفلسطيني عبر تشكيل قوة دولية تساعده على استعادة أمنه وسلامته.

ودعا عباس في معرض حديثه إلى فتح المعابر كافة وفق الاتفاقيات الدولية، خاصة تلك التي تربط بين قطاع غزة وإسرائيل فضلا عن معبر رفح مع جمهورية مصر العربية، وتكفل أيضا تثبيت وقف شامل ودائم ومتبادل لإطلاق النار". وخلص عباس إلى أن إنهاء الحصار بالكامل ودون رجعة هو هدف لا نكوص عنه ولا يمكن لأي ترتيبات سلام أن تتحقق وتستقر بمعزل عنه.