-A +A
لا تألو المملكة جهداً في كل المحافل المحلية والإقليمية والدولية، لتكريس منهجها الداعم للتواصل بين الشعوب والثقافات، وتعزيز قضايا السلم والأمن عبر الحوار الخلّاق، ولا تزال وستظل تبذل قصارى الجهود في لمّ شمل المسلمين، وتوحيد صفهم، ونزع فتيل الضغائن والأحقاد، الناشئة عن قصور في فهم رسالة ديننا الحنيف، وتغليب العواطف الجياشة على الحقائق الموضوعية.

وانطلاقاً من ثوابتها الدينية والحضارية والإنسانية والاجتماعية، ومن مكانتها الروحية المميزة لدى أكثر من ملياري مسلم، دعت المملكة، لأعمال المؤتمر الدولي «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» الذي تنظِّمه رابطة العالم الإسلامي بمشاركةٍ واسعةٍ من ممثلي المذاهب والطوائف الإسلامية، لترسم مع الأشقاء مسارات آمنة لدور الدِّين في حياة المسلمين، دون غلو ولا تفريط.


وفي كل بادرة خير سعودية تأصيل للمبادئ الراسخة الرافدة لكافة المبادرات الهادفة لتمتين عرى الأخوّة في الدِّين، وترسيخ الأمن والاستقرار في منطقتنا، والتركيز على التنمية الشاملة، وإتاحة المجال للحوار البنّاء، وتخفيف حدة التوترات، بسبب الاختلافات، وتقعيد أسس الاحترامِ المتبادل بين أتباع المذاهب والأديان.

وتتخذ المملكة من القرآن الكريم والسنة النبوية منهجاً، ومرجعاً أساسياً لأحكامها وعلاقاتها مع الآخرين، ومنه انطلقت قناعات بضرورة التعارف والتعاون، إيماناً بأنّ الحكمة من خلق الناس مختلفين في اللون واللغة والجنس والثقافات والعادات، ليس عائقاً للترابط، ولا مبرراً للانفصال والانعزال، بل هو المحفّز لمعرفة الآخر والإلمام بثقافته، والتماس العذر له عند الاختلاف.

ويرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين، مشاريع التقارب والتآخي، وفتح آفاق النقاشات، وتبادل وجهات النظر، والسعي لإقرار توصيات تنبني على حسن الظن في الآخرين، وعدم إساءة الظن بناءً على معلومات غير حقيقية أو انطباعات مغلوطة، ما يتيح للجميع العيش في أمن وسلام وتضامن وفق منهج (إنما المؤمنون إخوة).