-A +A
ريهام زامكه
السلام عليكم من قبل؛ ثم أما بعد:

لعلي سألت نفسي العزيزة قبل أن أكتب لكم هذا الصباح وأنا أحتسي (كالمثقفين) قهوتي السوداء التي تشبه أخبار اليوم حول العالم، ما الذي يدور في ذهن القارئ الآن بعد أن سأل نفسه السؤال المُعتاد ما هي الفائدة التي ظن كاتب المقال أنه سيجنيها من كتابته؟!


واسمحوا لي أن أعترف لكم وأنا في (بعض) من قواي العقلية أنني أنا الموقع اسمي أعلاه لم أجد جواباً لا شافياً ولا مُمرضاً.

وحتى أريّح بالكم ولا أضيع وقتكم لا فائدة مرجوة هنا، ويمكنكم مغادرة هذا المقال قبل أن تتورطوا وتتعمقوا فيه أكثر و(تبلشوني)، والصامدون فقط والمُحبون لكم مني تحية لصبركم على (لكاعتي).

فأنا في الوقت الحالي مثل أم عثمان، اللي (تكنِس) الوسط و(تسيّب) الأركان، ولا شيء مهم عندي إلا راحتي وسعادتي وانبساطي وبسطتي.

ولأني من الذين يبحثون دائماً عن السعادة والفرح أحاول جاهدة أن انتشلكم من الهَم والغَم، وأبعدكم عن الأخبار (المنيّلة)، وإني بهذا لا أرتجي في الواقع إلا الثناء، والمديح، والشكر الجزيل منكم.

ولكن صدقوني ما عدت أفكر بكم الآن! بل إني أفكر في مُحرر هذا المقال المسكين، الذي أخذته للبحر ورجعته (عطشاناً) تائهاً وحائراً! ما الذي تريد هذه الكاتبة إيصاله، وهذا هو المطلوب.

فأنا أريد أن أوقعه بنفس الفخ الذي وقعت فيه إحدى المُحررات في إحدى الصحف المصرية حين كتبت وهي تصف تصادم قطارين:

«كان التصادم قوياً لدرجة أن القضبان تكسرت، والعربات أصبحت سبعات ثمانيات» تقصد انقلبت رأساً على عقب كما هو حال هذا المقال تماماً.

فقد تصادمت بنات أفكاري الحبيبات ببعضهن، وحاولت التدخل لكن قد فات الأوان، ولا شيء مهم؛ فقد علّمنا آباؤنا النحويون أن علامات الإعراب هي «الفتحة والضمة والكسرة» وقد تتسبب في تغيير المعنى بالكامل.

مثلاً أن أكتب لكم (مقالاً شاخراً)، بعضه (فادح) وبعضه (فاضح)، وسوف يستوعب ما جاء فيه أي شخص (مُدمن) عفواً مؤمن بأهمية اللغة وأخطائها (المصبعية).

فلكم أن تتخيلوا لو كُتب: كاتبة هذا المقال (تلعن) القراء الأفاضل، وكان في الواقع (تُعلن) للقراء الأفاضل.

وكما ترون النقطة قد تتسبب في قلب المعنى وتحصل بسببها كوارث وليس «سبعات ثمانيات» فقط.

حذرتكم وقلت لكم منذ البداية إنني ببعض من قواي العقلية، وبيني وبينكم كذا أريح، فأنا أسرح وأمرح بين سطوري هذه لأني في هذه الفترة من حياتي أسير على مبدأ واحد فقط:

(خراب يا دُنيا، عمار يا دماغي).