-A +A
ريهام زامكه
(دو – ري – مي – فا – صول – لا – سي).

بشكل رسمي؛ بدأت هيئة الموسيقى باستقبال طلبات التسجيل لتعلم العزف على العود في «بيت العود» ضمن جهود الهيئة في استقطاب الكوادر الموسيقية الإقليمية والعالمية، وتأسيس مناهج تعليمية لإثراء المعرفة الموسيقية في المملكة، وتوسيع آفاق الطلاب في عالم العزف على العود والآلات الموسيقية العربية.


والله إن الخبر يسعد القلب وصدق أبو الغزالي حين قال:

«من لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج» وليتهم يكتبون عبارته الرائعة تلك بماء الذهب ويتخذونها شعاراً عن كل كريم طروب.

فالموسيقى هي اللغة الوحيدة التي يفهمها جميع البشر دون تعليم أو شرح أو ترجمة، ونحن نستمتع بالموسيقى للسعادة والراحة النفسية التي تجلبها إلى نفوسنا ونشعر بها.

وبالطبع؛ لدى كل شخص منّا ذائقة خاصة به، تعبّر عن شخصيته إلى حدٍ ما من نوع الفنانين والموسيقى التي يستمع إليها.

وعندي أنا قاعدة أُقيم بها ذائقة من حولي، وهي:

قل لي لمن تستمع؟ أقول لك من أنت !

فمثلاً شخص يستمع ويستمتع بعزف الموسيقار العالمي «أندري ريو Andre rieu» لا يمكن مقارنة ذائقته بذائقة شخص يطرب على (شيلة) حماسية برتم سريع مثلاً، وأبصم بالعشرين على ذلك !

ومع أن الاختلاف أمر طبيعي وصحي، إلا أنك سوف ترى الفروقات في الأطباع، والشخصيات، والنفسيات، وطريقة تذوق الفنون والموسيقى بين الناس، وهذا هو رأيي وحقي المشروع كإنسانة في إبداء (وجهة سمعي) حول هذا الأمر.

وقد تختلف أنماط الموسيقى والأغاني وتواقيتها (حسب المود)، فأنا مثلاً إذا استيقظت في يوم هادئ وكان مزاجي رايق أشرب قهوتي وأنا أستمع بكل عذوبة إلى Soft music.

ولكن إذا استيقظت في يوم آخر وكنت (طربانة) فـ عادي أن أستمع إلى «موضي الشمراني» وأغني معها:

«كم باقي على الرجعة؟ ستة أيام أو سبعة.. مدري هالخميس يوصل؟ ولا يوصل الجمعة».

ووارد جداً أن (أطق رقبة) على أغنيتها من صباح الله خير.

ومن هذا أريد أن أقول؛ الموسيقى والآلات الطربية وأصواتها تتصل بأرواحنا وأجسامنا لا شعورياً، ودائماً تستمر في دفعنا للأمام، والاستمتاع بالموسيقى ليس سمعياً وعاطفياً فحسب، ويؤكد على صحة هذا الكلام صديقي العزيز نيتشة الذي قال: «نحن نستمع للموسيقى بعضلاتنا» وأوافقه الرأي سواءً كانت قلبية أو جسدية.

وعلى كل حال؛ فليستمع كل شخص إلى ما يحلو له ويتناسب مع ذائقته الموسيقية دون فلسفة أو إفتاء، فهذا أمرٌ مقبول ومفهوم.

ولكن ما لا أفهمه، ولا أتفهمه، أو أتقبّله هو أن يأتيك أحد (المدرعمين) المُتحمسين، ويحرّم عليك الموسيقى والأغاني وتعلم العزف على الآلات، ويُحلل لنفسه الاستماع إلى (الشيلات) الهابطة، وتجده فوق كل هذا مستانس و(منطرب) ويشرب (حمضيات) !

إييييه، يا هلي جاني يماني، يبغى يلعب وبكاني.