كادر صحي يقوم بأخذ مسحة أنف لفحص مواطن في نيودلهي.
كادر صحي يقوم بأخذ مسحة أنف لفحص مواطن في نيودلهي.
أسرة هندية في بنغالورو علقت صورة والدتهم التي قضت بكوفيد 19 في كوخها.
أسرة هندية في بنغالورو علقت صورة والدتهم التي قضت بكوفيد 19 في كوخها.
موظف هندي يقوم بحرق أجهزة فحص كوفيد التي استخدمها في إحدى قرى ولاية أسام جنوب الهند.
موظف هندي يقوم بحرق أجهزة فحص كوفيد التي استخدمها في إحدى قرى ولاية أسام جنوب الهند.
-A +A
«عكاظ» (لندن، نيودلهي، سنغافورة) OKAZ_online@

تجاوزت الهند اليوم منعطفاً خطيراً في مسيرة البؤس الذي تتعرض له بفعل تفشي وباء فايروس كورونا الجديد. فقد تخطى عدد وفياتها أمس (الإثنين) 300 ألف وفاة. ومن الألغاز المحيرة في البؤس الهندي أن عدد الإصابات الجديدة يتراجع بانتظام، فيما يتزايد عدد الوفيات الناجمة عن الموجة الثانية التي تنهش البلاد. فقد سجلت الهند في 23 مايو الجاري 222315 إصابة جديدة. وسجلت 223315 حالة جديدة خلال الساعات الـ 24 المنتهية فجر الإثنين، بحسب أرقام وزارة الصحة الاتحادية. وهذا الأخير رقم متدن لم تسجل الهند مثيلاً له منذ 16 أبريل الماضي. وارتفع تبعاً لذلك العدد التراكمي لإصابات الهند أمس إلى 26.75 مليون إصابة. ويعني ذلك أن الهند ستمر اليوم بمنعطف خطير آخر يتمثل في ارتفاع عدد إصاباتها إلى 27 مليوناً.

بيد أن عدد الوفيات لا يزال فوق معدل 4 آلاف حالة يومياً، إذ تم قيد 4454 وفاة خلال الساعات الـ 24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي لوفيات الهند بالوباء إلى 303720 وفاة. وبذلك تحتل الهند المرتبة الثالثة عالمياً من حيث عددُ الوفيات، بعد الولايات المتحدة (604087 وفاة)، والبرازيل (449185). ويمثل عدد وفيات الهند نحو 8.6% من 3.48 مليون شخص قضوا جراء وباء كوفيد-19 في أرجاء العالم. ويعتقد أن العدد الحقيقي للوفيات الوبائية بالهند أكبر من ذلك بكثير.

ومصائب الهند لا تأتي فُرادى، فقد تزامن ذلك البؤس كله مع تباطؤ شديد في حملات التطعيم، واندلاع موجة من الإصابات بـ«الفطر الأسود»، وحالات «الغرغرينا» المخيفة. وأحدث الوباء دماراً هائلاً في المرافق الصحية الهندية، إذ إن مئات الأشخاص في العاصمة نيودلهي لفظوا أنفاسهم الأخيرة في بيوتهم، لأنهم لم يجدوا أسرّة شاغرة في المشافي. ومن سُعد بالحصول على سرير لم تتوافر له أنبوبة أكسجين لإعانته على التنفس بيُسر. وفي مومباي توفي عشرات المرضى في ممرات عنابر المستشفيات. أما في الريف فقد توفي آلاف بالحمى وضيق التنفس حتى قبل أن يتم فحصهم لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بالوباء. وعلى رغم تحسن عدد الإصابات الجديدة في الأيام الماضية، فإن الأوضاع في الأرياف تشير إلى أن معركة الهند مع الفايروس اللعين لا تزال على أشدها، خصوصاً أن القرى والبلدات النائية تعاني من عدم وجود مراكز صحية. وكان قد عُثر خلال الأسابيع الماضية على مئات الجثث على ضفتي نهر الغانجيز بولاية أوتار براديش، كما عثر على مئات الجثامين مدفونة في قبور ضحلة قرب ضفة النهر، ما أثار قلقلاً في أرجاء العالم من عمق المأساة الهندية.

وأثارت كثرة الوفيات أخيراً بالفطر الأسود، والغرغرينا مخاوف من تعقيدات جديدة قد تسفر عن إطالة أمد الحرب الهندية ضد كوفيد 19. والمؤلم أن حالات الفطر الأسود تضطر الأطباء أحياناً إلى استئصال العين، أو الأنف لمنع الفطر الأسود من بلوغ الدماغ. وقال الوزير الاتحادي ساداناندا غاودا أمس إن السلطات سجلت حتى الآن نحو 9 آلاف إصابة بالفطر الأسود. وأضاف أن ارتفاع عدد الإصابات أدى إلى نقص خطير في عقار أمفوتريسين بي، الذي يستخدم في مداواة هذه الحالة. وأوضح أن مسؤولي وزارة الصحة الاتحادية يعملون جاهدين على حل مشكلة نقص ذلك الدواء، في وقت يكافحون فيه من أجل سد النقص في الأكسجين الطبي، وأدوية كوفيد الأخرى. ومرض الفطر الأسود ظل موجوداً في الهند قبل اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد، لكنه كان نادراً. وعلى رغم أنه ليس مُعدياً؛ إلا أن تزايد حالاته أضحى مثار قلق. وقال رئيس مستشفيات ماكس هيلثكير الخاصة الدكتور أمبريش ميثال إن هذا الالتهاب يصطاد الأشخاص الذين يعانون أصلاً من ضعف المناعة، والأمراض المزمنة، كالسكري. وأضاف أنه ينجم أيضاً عن الاستخدام المفرط للأدوية الهرمونية. وأبلغت وزارة الصحة الهندية سلطات الولايات بإعلان الفطر الأسود «وباء وطنياً»، يتعين عليها إبلاغ أي إصابة به إلى السلطات الاتحادية في نيودلهي. ووصف رئيس الوزراء الهندي نارنيدرا مودي الفطر الأسود بأنه «تحدٍّ جديد».

أقرت الجهات المختصة في سنغافورة أمس استخدام فحص تنفسي لتأكيد أو نفي الإصابة بكوفيد 19. وقالت جامعة سنغافورة الوطنية، في بيان، إن الفحص الذي طورته شركة بريثونكس التابعة لها يعمل بالطريقة نفسها التي تستخدم بها شرطة المرور جهاز فحص التنفس لمعرفة مستوى الكحول في دم السائق. ويقوم الشخص بالنفخ في صمام أحادي الاتجاه؛ فتقوم أجهزة للذكاء الاصطناعي بتحليل ذلك النَّفَس وتحديد النتيجة السالبة أو الموجبة في زمن قصير جداً. وذكرت صحيفة «ستريتس تايمز» السنغافورية أمس أن أي شخص تأتي نتيجة فحص تنفسه موجبة سيتم إخضاعه لفحص PCR في أقرب مركز صحي. ويتوقع أن يساعد هذا الفحص في السيطرة على الحالات القادمة من خارج سنغافورة. كما أن من المأمول أن يؤدي استخدامه إلى تشجيع إنعاش قطاع السفر الذي تضرر كثيراً من جائحة كورونا. وأشارت الصحيفة إلى أن فحص بريثونكس خضع لتجربتين سريريتين في سنغافورة، وثالثة في دبي. وكانت نتيجة فعاليته 93%، بعدما حقق نسبة دقة بلغت 95% في تجربة مبدئية في سنغافورة شملت 180 متطوعاً.