الكمامة السلاح الوحيد ضد الفايروس في أحد أسواق العاصمة الفيتنامية هانوي.
الكمامة السلاح الوحيد ضد الفايروس في أحد أسواق العاصمة الفيتنامية هانوي.
-A +A
«عكاظ» (جنيف، لندن) OKAZ_online@
فيما كشف باحثون بجامعة سيدني الأسترالية أمس، وجود صلة بين انخفاض الرطوبة النسبية وزيادة تفشي وباء فايروس كورونا الجديد، محذرين من أن تفشيه سيتضاعف إذا انخفضت الرطوبة النسبية بنسبة 10%؛ أكدت وكيلة وزارة الصحة الفلبينية ماريا روزاريو، في إيجاز صحفي على الفيديو أمس الأول، أن منطقة جنوب شرق آسيا تواجه تفشي نسخة من الفايروس تتسم بالقدرة على العدوى السريعة، ما يفسر وجود أعلى عدد من الإصابات بتلك المنطقة في الفلبين. والنسخة المتفشية في الفلبين من فايروس كوفيد-19 تسمى D614G. ويعتقد بأنها اكتشفت أصلاً في ماليزيا، في بؤرة أصيب فيها نحو 45 شخصاً. وذُكر أن عائداً من الهند جاء مصاباً بهذه النسخة من الفايروس، ولم يلتزم بحجر نفسه 14 يوماً بعد عودته، كما هو معمول به في أرجاء العالم. بيد أن هذه النسخة فاشية أيضاً في معظم أقطار القارة الأوروبية، والولايات المتحدة. لكن منظمة الصحة العالمية قالت إنه لا توجد أدلة علمية على أن هذه النسخة الفايروسية تؤدي الى تفاقم الأعراض، وتدهور صحة المصاب. وقال العلماء الصينيون إن الحالات الجديدة التي سجلوها أخيراً في بلادهم تنتمي الى هذا النوع من فايروس كورونا الجديد. وشدد علماء آخرون متخصصون في مكافحة الأوبئة على أنه ليس ثمة دليل قاطعٌ على أن هذه النسخة أسرع في التفشي من النسخ الأخرى. ويرى هؤلاء العلماء أن مشكلة منطقة جنوب شرق آسيا الحقيقية تتمثل في أن مواطني دولها لا يلتزمون بالإرشادات الصحية، خصوصاً أن تلك البلدان القلقة على انهيار اقتصاداتها قررت السماح بالسفر جواً بين دول المنطقة، ما يزيد العدوى تفشياً. وذكرت بلومبيرغ أن الماليزي العائد من الهند المشار اليه كانت نتيجة فحصه سالبة عند وصوله الى ماليزيا. وكان يتعين عليه -مع ذلك- أن يحجر نفسه 14 يوماً. وهو ما لم يلتزم به. وأعلنت السلطات أنها حكمت عليه بالسجن خمسة أشهر. وفرضت عليه غرامة. وقال مدير الصحة الماليزي الدكتور نور هشام عبدالله، على صفحته في فيسبوك، إن تعاون السكان مطلوب، خصوصاً بعد وصول هذه النسخة من الفايروس الى ماليزيا. وزاد أن هذه النسخة من الفايروس قادرة على التفشي 10 مرات أكثر من العينات الأخرى من الفايروس. وحذر من أن تفشي هذه النسخة سيؤدي الى إلغاء الدراسات الحالية، أو يعطل الرحلة الى ابتكار لقاح من الوباء، أو قد يجعل اللقاح غير فعال في تحصين الإنسان ضد الإصابة. لكن موقع Cell Press أكد هذه النسخة المحوَّرة من الفايروس لا يحتمل أن تؤثر سلباً في فعالية اللقاحات الجاري تطويرها. وكان عدد الإصابات في الفلبين قد ارتفع بنسبة 76% منذ نهاية يوليو الماضي، ليصل العدد الإجمالي الى 164.474 إصابة بحسب أرقام أمس (الثلاثاء).

وفي ما يتعلق بعلاقة فايروس كورونا الجديد بالأحوال الجوية؛ ذكر علماء جامعة سيدني أن أي انخفاض بنسبة 10% في درجة الرطوبة النسبية سيضاعف تفشي الفايروس. وأوضحوا أن قُطَيْرات الفايروس التي تصدر عمّن يسعل، أو يعطس تصبح -على رغم صغرها المتناهي- ثقيلة في الهواء المشبع بالرطوبة النسبية، ما يجعل وقوعها على الأرض أسرع. لكن هؤلاء العلماء قالوا إن العلاقة بين فايروس كوفيد-19 والأحوال الجوية أمر ينبغي أن يخضع لدرس أكثر. غير أن من اطلعوا على خلاصة أبحاثهم حذروا من أنها تدل، بشكل أو آخر، على أن فايروس كورونا الجديد سيصبح وباء موسمياً في مقبل الأيام. ويخشى كثيرون أن تضرب النصف الشمالي من الكرة الأرضية موجة ثانية من وباء كوفيد-19 مع حلول الشتاء القادم.