-A +A
ماجد الفهمي
في صغرنا كنا نتقاسم الأحلام جيلاً بعد جيل.. نتسمر خلف الشاشات عبر قناتين لا ثالث لهما نشاهد العالم البعيد، بعض ما يدور فيه؛ كيف يعيشون، يعملون، يلعبون... إلخ.

كنا نراهم بعين الإعجاب، لأننا نتوهم أن كل ما نراه وكأنه لا يشابه الواقع، وبحكم أنني من عشاق كل ما هو مرتبط بالرياضة، فرياضات عديدة كنت أشاهدها ولا أتخيل مطلقاً أنها ستكون أمام عيني، وهنا في وطني.


لازلت أردد.. (كنا متفرجين، أصبحنا منظِمِين) حتى صرنا وجهة العالم لكثيرٍ من الرياضات، لا سيما تلك الرياضات التي كنتُ اقتني أدواتها في صغري على شكل (لعبة)، واليوم وأنت يا قارئي تقرأ مقالي.. أتواجد وأمام عيني أشاهد لعبة (الغولف) التي يمارسها نوعية خاصة من الرياضيين والرياضيات.

هي أمامي.. حقيقة واقعة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وعلى مسطحات رويال غرينز، وكغيرها من الرياضات التي تحدثت عنها في مقالات سابقة، لكن للغولف نكهة خاصة كونها لعبة غريبة لا تُمارس كلعبة شعبية بل كلعبة (لها ناسها)، وبرغم أنني لستُ من ناسها كلاعب لكني من ناسها كمتابع.

الجميل أنها بطولة دولية لمحترفي الغولف، يحضر فيها مصنفون أوائل على العالم وأبطال اللعبة بأكثر من ١٣٠ لاعباً ولمدة أربعة أيام تبدأ من اليوم، والجميل دخول اثنين سعوديين لاعبين ممارسين لها.. لكن الأجمل أنني تمكنت من تجربتها، ليكون الإحساس مختلفاً عن تلك العصا (اللعبة) التي اقتنيتها في صغري محاولاً مراراً أن أجيد إدخال الكور في الحفر.

أجمل من ذلك أنك تشاهد بطولة دولية رسمية في السعودية ويصحبها ترفيه متكامل للعائلة والفرد، لتتيقن أن جودة الحياة تجتمع في وطن لطالما كان جودة للأرض في طهر أرضها وحكامها وشعبها.

هذه الجودة التي تهتم بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة تلامس الجميع، فعلى سبيل المثال عائلة (التلمساني) هي عائلة شغوفة باللعبة ويمارس أفرادها اللعبة في مقر سكنهم، وهنا اكتمال للأهداف التي تصل لي ولك ولنا.

غير ذلك لن تفوتني التغطية الإعلامية التي تحظى بها البطولة عبر زملاء أبدعوا في الوصول والإيصال ومنظمين أجادوا تكرار النجاح للمرة الثانية على التوالي.

فاصلة منقوطة؛

جودة الحياة هي اهتمام القيادة بالشعب وحب الشعب لقيادته، والحقيقة الأخرى أن جودة الحياة هي اكتمال الفخر بأن هذا الوطن ليس كمثله وطن.. وأن جودة شكرنا له تبقى قليلة وإن أكثرنا.

MjdBmf@