-A +A
سعيد الباحص ـ الدمام
عندما قدم رئيس نادي الشرقية الأدبي جبير المليحان في حفل توقيع الاصدارات بالنادي الشاعر علي الدميني كصانع حقيقي في المشهد الحداثي خاصة الشعري منه بدا أن الدميني كان قاب قوسين أو أدنى ليتحاشى مثل هذا المصطلح الذي أحدث أزمة في السبعينات والثمانيات وما حمله من تبيانات صريحة وتراكمات احدثت صراعا ليس شعرياً فحسب بل ثقافياً وفكرياً. ليعلق الدميني بقوله بما أننا الليلة في حفل توقيع لاصداراتنا سأتجاوز هذه المقدمة واقرأ بعضاً من نصوصي القديمة التي استخرجها من ديوانه بياض الأزمنة ليقرأ ويكتفي بثلاثة نصوص قصيرة وآخر طويل اختصر منه القليل ثم انتقل الأمر إلى القاص فهد المصبح الذي ابدى اعجابه وهو يجلس على منصة وبجواره هرم أدبي وشعري كالدميني إذ قرأ بعضاً من نصوصه القصصية في مجموعته الجديدة الأوصياء ثم الشاعر عبدالوهاب الفارس الذي أعاد ذكرى الروائي عبدالعزيز مشري رحمه الله كأحد اعلام الروائيين السعوديين ليذكره بسيل من العبارات الحزينة التي أوغلت في قراءة ماضيه الطويل بقريته في الباحة ثم تم قراءة ثلاثة نصوص قصيرة للقاصة فوزية العيوني من مجموعتها (الأشياء تتمرد) التي انطلقت من هموم صورت فيها المرأة المشغولة بهموم بنات جنسها بذات الصياغة الفنية العالية التي تكاد ترتقي في احتكاكها مع اللغة إلى درجة جعلتها تقف في منطقة متنازعة بين الشعر والقضية مما دفعها إلى جعل احساسها المرهف وانسنة الجمادات في تجربة تذكرنا بتجربة الشاعرة فوزية ابو خالد "شجن الجماد" مما جعلنا نوقن حقيقة بأن الكتابة الانثوية ذات خصوصية تتسم بالشفافية والشاعرية التي تناولتها بشكل جاد.