-A +A
«عكاظ» (أبوظبي)

قالت رئيسة مركز الإمارات للسياسات الدكتورة ابتسام الكتبي، خلال كلمتها الافتتاحية في «ملتقى أبوظبي الإستراتيجي السادس» الذي انطلق أمس (الأحد)، تحت عنوان «تنافس القوى القديمة في عصر جديد»، بمشاركة مسؤولين وباحثين وأكاديميين من مختلف دول العالم، إن التحالف السعودي الإماراتي يحاول إعادة ترميم النظام الإقليمي العربي.

وأشارت إلى أن هذا التحالف يسعى إلى مواجهة التحديات الجيوسياسية النابعة من القوى الإقليمية غير العربية، وتحديداً إيران، و«كذلك التحديات الداخلية المتمثلةِ بالإرهاب والفواعل ما دون الدولة والفقر والبطالة، فضلاً عن محاولة تبني نموذج جديد لبناء القوة».

وأكملت: «عليه.. فإنَّ من المهم فهم هيكل النظام الإقليمي الحالي في الشرق الأوسط، وطبيعة العلاقات والتنافس فيما بين قواه والقوى الخارجية، وماهية أدوار الأطراف الفاعلة فيه».

وأشارت الكتبي إلى «أن إعادة التقييم الإستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط الذي قامت به الولايات المتحدة في مطلع الألفية الثالثة، أدى إلى حدوث فراغ وغياب توازن القوى في المنطقة»، معددة تداعيات هذا التقييم الأمريكي في بروز «3 ديناميات لملء هذا الفراغ الناتج من الانكفاء الأمريكي: الدينامية الأولى هي محاولة القوى المنافسة للولايات المتحدة التقدم في المنطقة، مثل روسيا والصين».

أما الدينامية الثانية «هي محاولة القوى الإقليمية غير العربية توسيع نفوذها لتحقيق طموحاتها بالهيمنة على الإقليم، وأقصد هنا إيران وتركيا وإسرائيل».

ولفتت إلى أن «الدينامية الثالثة فهي تصدُّر قوى خليجية لتعويض تراجع الدور الأمريكي، ومحاولة أخذ زمام المبادرة الإقليمية، وهي هنا تحديداً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لكن لم ينتج عن تلك الديناميات الثلاث قيام حالة من الاستقرار والتوازن في منطقة الشرق الأوسط».

من هنا جاءت أهمية الملتقى في دورته الحالية، وهو ما أشارت إليه الدكتورة ابتسام الكتبي في كلمتها قائلة إنه «يهدف إلى تقديم توصيف دقيق للنظام الدولي، من حيث توزيع القوة واتجاهاتها المختلفة، وطبيعة العلاقات بين الدول الكبرى المتنافسة على اكتساب مزيد من القوة بمنظورات مختلفة أحياناً، وتوفير تحليل علمي لآليات عمل النظام الدولي، وتفسير الكيفية التي يمارس بها هذا النظام تأثيره في اللاعبين، وتحديد مواقعهم وأدوارهم في النظام، والتنبؤ بتحولات النظام وسلوك اللاعبين، ونتاجات اللعبتين الدولية والإقليمية».

كما يهدف الملتقى إلى تقديم بدائل وخيارات عملية لصانعي القرار للتكيف مع هذه التغييرات، بما يسهم في تحقيق الأمن والسِّلم في الإقليم والعالم.