شاب يعرض الرمان للبيع في الباحة. (عكاظ)
شاب يعرض الرمان للبيع في الباحة. (عكاظ)
-A +A
علي الرباعي (الباحة) rabai4444@
ورث عدد من شبان منطقة الباحة عن أجدادهم وآبائهم حرفة الزراعة، التي أبرزها شجر الرمان والعناية به، كونها حرفة مربحة، لا تكلفهم سوى العناية بمزارعهم التي تحتضنها أودية بيدة، وتربة زهران، ومراوة، وبني حرير، وبني عدوان، ومعشوقة، وبرحرح، وبني كبير، ويرفض الشبان إشراك العمالة أخذاً بالمثل الدارج «سمننا في دقيقنا».

وأوضح الشاب حسين البيدي أن ملاك المزارع استغنوا عن العمالة كونهم يجيدون الزراعة والعناية بأشجار الرمان في ظل حرص الآباء واهتمامهم على تدريب أبنائهم منذ الصغر على الإسهام في زراعة الرمان وسقيه وتقليمه وتسميده ونزع ما يعرف بالسرطانات عنه، لافتا إلى أنهم عشقوا الحرفة وتعلقوا بها بحكم التوارث والربحية المالية التي تشعرهم بالسعادة وإن لم تعوض كل مصروفاتهم.


وعزا المزارع نواف الزهراني علاقته بالرمان إلى كون الشجرة حميمة وذات ظل وأزهارها فاتنة، موضحاً أن موسم جني ثمارها يبدأ مع أواخر فصل الصيف وبداية فصل الخريف الذي تشهد فيه المنطقة إقبالاً سياحياً كبيراً على مستوى دول الخليج العربي، ما عزز سوق تجارة رمان الباحة التي تموّن الطائف ومكة وجدة وتسوّق المنتجات إلى خارج المملكة.

وذكر مراد الزهراني أن بعض الأسر اشتهرت بإنتاج مزارعها الوفير من الرمان، مرجعاً فضل اشتهارها الأوسع إلى المهرجان الذي كان سبباً في تشجيع المزارعين على زيادة زراعة آلاف الأشجار، مشيراً إلى أن رعاية الرمان تمتد لأشهر عدة من زراعة وسقي وتسميد وعزق الأرض وحماية ووقاية وجني الثمار ونقل وتسويق. وأفاد علي الزهراني بأن رمان بيدة تميز بالشهرة الأوسع لمذاقه المختلف، وعزا جودته إلى الأجواء المعتدلة في الوادي، ووفرة المياه، إلى جانب التربة الزراعية الخصبة، التي أسهمت بشكل كبير في ازدهار هذه الفاكهة الصيفية بالوادي.