-A +A
عباس الفقيه (الوجه) abbasalfakeeh@
شرعت إدارة نيوم بالتعريف بالمعالم التاريخية التي تزخر بها منطقة المشروع، إذ تُعد السياحة التاريخية إحدى الركائز الأربع الرئيسية التي ترتكز عليها إستراتيجية التطوير، والتي تتمثل في توفير تجربة معيشة وجودة حياة مثالية للعوائل، وإيجاد أسلوب حياة راق ومنظومة سياحية وترفيهية، فيما تمثل الركيزتان الثالثة والرابعة على دعم مراكز الابتكار ومراكز الإبداع، من أجل تحقيق الأهداف الاقتصادية.

وكانت البداية مع واحة عينونا التي شهدت نشاطاً حضارياً مزدهراً طوال أكثر من 5,000 سنة، فقد كانت جزءاً من أرض الأيكة وحاضرة رئيسة في مملكة مدين وميناءً لمملكة لحيان ثم لمملكة الأنباط. وسيطر الرومان على عينونا في القرن الثاني الميلادي، وفي الفترة الإسلامية كانت ولاية مستقلة تحكم ساحلي شمال البحر الأحمر وفيها والٍ معين من الخليفة العباسي، كما كانت محطة مهمة على طريق الحج الساحلي وتوجد بواحة عينونا مواقع أثرية ومعالم تاريخية تمثل جميع تلك العصور.


ويعنى اسم عينونا المكان ذو الماء المستديم، وكان الحجاج في العصر المملوكي والعثماني يسمونها عيون القصب لكثرة نبات القصب فيها، وكان فيها عين ماء جارية تنمو عليها غابة من النخيل، وينقل ماؤها إلى ساحل عينونا عبر قناة تمتد لمسافة طويلة، وقد جفت مياه العين في الوقت الحاضر.

وتضم منطقة نيوم ضمن تراثها الأثري والتاريخي لوكي كومي، الذي اشتهرت به واحة عينونا وتعني (المدينة البيضاء)، وهو ميناء النبط الأعظم شمال البحر الأحمر، وكانت البضائع الواردة عبر البحر تُنقل منه إلى البتراء وفينيقيا، وإلى نهر النيل ثم الإسكندرية، ويعتقد أنه كان تابعاً في الأصل للحيانيين، ثم امتد النفوذ النبطي إليه.