-A +A
عبدالله الدهاس (مكة المكرمة) al-dhass@
نيابة عن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، دشَّن أمير المنطقة بالنيابة الأمير بدر بن سلطان، صباح أمس (الثلاثاء)، ملتقى الأمن الفكري «اعتدال»، تحت شعار «وجوب البيعة ولزوم الجماعة»، في قاعة الملك فيصل بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، والذي ينظمه فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة، بحضور الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، وعدد من مسؤولي الرئاسة العامة والقطاعات الحكومية.

وفور وصول الأمير بدر بن سلطان إلى مقر الحفل، اطلع على المعرض التوجيهي المصاحب ومعارض الجهات المشاركة، واستمع لشرح عن جهود الرئاسة في مجال الأمن الفكري والوسائل المستخدمة، والمنتجات التوعوية التي تقدمها الرئاسة في ذلك.

ثم بدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعد بذلك ألقى مدير عام فرع الرئاسة العامة بمنطقة مكة المكرمة الشيخ فؤاد بن سعود العمري، كلمة رحب فيها بأمير المنطقة بالنيابة الرئيس العام، مبيناً أن البرنامج يهدف إلى المشاركة في تحصين شرائح المجتمع من الانحرافات الفكرية ومعالجتها، وتعزيز المسؤولية بين الأفراد في المحافظة على أمن الوطن واستقراره، وتعميق الولاء والانتماء لهذه البلاد وولاة أمرها.

وبيَّن العمري استمرار البرنامج إلى نهاية الفصل الدراسي الأول من العام القادم، ليشمل جميع محافظات منطقة مكة المكرمة، ثم اطلع الحضور على عرض مرئي حول إسهامات الرئاسة في تعزيز الأمن الفكري.

بعد ذلك، ألقى الرئيس العام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السند، كلمة رحب فيها بأمير المنطقة بالنيابة، مثمناً تدشينه لهذا الملتقى.

وقال السند: «من هنا، ومن جوار الكعبة المشرفة التي جعلها الله قياماً للناس، حيث شع نور الهدى والسلام إلى أرجاء المعمورة ببعثة خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كانت بعثته رحمة ورسالته هداية، قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، فجمع الله جل جلاله بدين الإسلام الكلمة، وتوحدت الصفوف، وزالت الفرقة والفوضى والاختلاف».

وأضاف: «هنا في بلد الإسلام والسنة والتوحيد، في المملكة العربية السعودية التي تأسست وقامت على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وحيث قامت هذه الدولة واشتد عودها وعلت أعلامها، وبسط الله نفوذها حتى أصبحت دولة الإسلام بحق راعية الإسلام».

وتابع السند: «هنا المنهج القويم الذي قامت عليه دولة التوحيد والسنة، دولة المملكة العربية السعودية، بلد الإسلام والطمأنينة والرخاء ورغد العيش، والتلاحم والوفاء والاجتماع، والتعاطف والتكاتف، فلا للفوضى ولا للفرقة والاختلاف والتنازع والشقاق».

وحذر السند من أن كل داعية يدعو إلى نزاع أو شقاق أو فرقة أو تأليب على ولاة الأمور، فهو كما وصفة النبي صلى الله عليه وسلم: «داعية إلى النار».

وشدد على أن هؤلاء وإن ظهر في أعمالهم وأفعالهم بعض مظاهر الصلاح التي ربما يغتر بها من يغتر، إلا أن حقيقتهم ومنهجهم منهج خارج عن منهج الإسلام الوسطي المعتدل، مستشهداً بقول الله تعالى: «وكذلك جعلناكم أمة وسطى لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً».

وبين السند أن الرئاسة العامة ترى أن من أعظم مسؤوليتها وواجباتها ومهامها واختصاصاتها، إقامة الفعاليات والملتقيات والمحاضرات وورش العمل وحلقات النقاش، التي تعنى بأعظم واجب وهو الدعوة إلى التوحيد ووحدة الكلمة والصف، وائتلاف القلوب على ولاة الامور، وبهذا يستقيم حال الناس في أمر دينهم ودنياهم، فإنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمام، ولا إمام إلا بالسمع والطاعة، وهذا الواجب الشرعي والمسؤولية الوطنية تطلع بها الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ملتقيات تجوب مناطق المملكة العربية السعودية.

وأشار إلى أن الملتقى هو المحطة الثالثة لهذ المشروع الحيوي الاستراتيجي في مسيرة الرئاسة العامة، حيث يأتي هذا الملتقى برعاية من أمير مكة وحضور نائبه، وهو تشريف للرئاسة ومنسوبيها، فشكراً لكل من حضر وتفاعل، وشكراً لجامعة المؤسس جامعة الملك عبدالعزيز، وشكراً لزملائنا في فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة.

وثمن السند الرعاية الكريمة والاهتمام البالغ والتشجيع المستمر والدعم الذي تلقاه الرئاسة العامة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أعزه الله بطاعته ونصر به الإسلام وأهله، يعاضده في ذلك ويسانده ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذي دائماً وأبداً يتابع مسيرة الرئاسة ويدعم مناشطها ويقوم بالتوجيه والتأييد لأعمالها، لتقوم بواجباتها ومهامها على الوجه الشرعي المطلوب.

وقدَّم السند شكره لأمير المنطقة بالنيابة على الرعاية والتشريف لهذا اليوم المبارك، بعد ذلك، دشَّن أمير المنطقة بالنيابة فعاليات الملتقى، كما تم تكريم الجهات المشاركة.

الجدير بالذكر، أن برنامج «اعتدال» يتضمن إقامة عدة فعاليات متنوعة تشمل المنصة التوعوية، والدورات التدريبية وورش العمل، والمصلى المتنقل، وبث الأفلام التوعوية، والمعارض والأجنحة الإعلامية والتوعوية، والجلسات الحوارية، والمحاضرات العلمية، التي تهدف إلى تعزيز المسؤولية الاجتماعية والفردية في المحافظة على أمن الوطن، والمشاركة في ترسيخ الفكر الوسطي المعتدل، وتعميق الولاء والانتماء لهذه البلاد وولاة أمرها، وتستهدف جميع شرائح المجتمع.