-A +A
«عكاظ» (جدة)

إلى أي حد تعتبر مدونات السفر الإلكترونية مهمة للمسافر العربي؟ ما هو دورها خلال مراحل الرحلة المختلفة؟ ولماذا نلاحظ أن هناك خلطا ليس بين الجمهور فحسب، بل وبين الممارسين أيضا عند تسليط الضوء على الفرق بين المدونات، المجلات الإلكترونيّة والمقالات المعلوماتية المتاحة اليوم؟.

تعدّد منصّات البحث ومواقع الحجز بات يحتّم وجود مواقع داعمة، ومدوّنات تحاول أن تجيب على تساؤلات المستخدمين، أو تعرض تجارب حقيقيّة من المسافرين سواء للاستفادة منها أو للتزوّد بأفكار لرحلاتهم المستقبلية
.

وللوهلة الأولى يبدو أنّ ليس هناك ما يقيّد مجال التدوين، إذ من الممكن الحصول على نصائح لزيارة لندن مثلا من مسافر قادم من أستراليا أو الولايات المتحدة.

حاجز اللغة الذي لا يزال يحجب الكثير من التجارب والخبرات عن شريحة واسعة من المتصفحين العرب ليس أكبر المشكلات، بل إنّ اهتمامات السائح العربيّ واعتباراته خلال السفر بحاجة لمعالجة من مسافرين عرب، وليس مترجمين ينقلون تجارب رحالة آخرين غالبا.

وبينما يقوم الجيل الجديد من المدونين العرب بالاهتمام بمجالات الموضة والتقنية، تفتقر مدونات السفر لطروحات تعنى خصيصا بالقراء العرب وتعكس احتياجاتهم واهتماماتهم خلاله. وفي محاولة لسدّ هذه الفجوة بتنا نطالع محاولات تدوين حديثة نسبيا، مثل: "رحّال" وهي مدونة سفر تصدر عن موقع Wego المختص بحجوزات السفر، مدوّنة باللغة العربيّة تختصّ بسرد حكايات سفر يسردها مجموعة من الرّحالة باللغة العربية في قالب من الإثارة والتّشويق، تستوحي منها فكرة رحلتك القادمة وتستعد لها بشكل أكثر نجاعة وسلاسة.



المعلومة أم التجربة؟

ففي حين تطرح مقالات السفر المتاحة على المواقع الإلكترونية والمجلات ذات الاختصاص، مواضيع السفر بصورة مجرّدة من البعد الشخصي، وتعرض محتوى معلوماتيا يعتمد على دراسات وبيانات رسمية الطابع والأسلوب، تأتي المدونات على صورة أكثر عفوية وشعبيّة إن صحّ التعبير، فالمدونات هي الأخرى مواقع إلكترونيّة إلا أنها تعتمد على تجارب كُتّابها الشخصيّة؛ وهي وجدت في الأساس بغرض المشاركة والتواصل الاجتماعيّ، وتطورت لتغدو شكلا من أشكال المصارحة ونافذة على مختلف التجارب، وهي في العالم الغربي تحصد اهتماما وثقة وحيّزا جماهيريّا آخذا بالاتساع وتلعب دورا لا يقل أهميّة في التوعية والإلهام وتسويق لأفكار، وأحيانا منتجات يجدها المدوّن أحد العوامل التي تجعل من تجربة السفر أكثر سلاسة وتوفيرا أو راحة.

الأوفر أم الأفضل؟

يتركز اهتمام مسافري اليوم على إيجاد صفقات سفر مغرية، وهم في عمليّة بحث متواصل عن طرق وحيل قد تحسن مستوى رحلاتهم وتجعلها أكثر راحة.

وإذا كان المسافر لا يحتاج لدعم أو مساعدة لاتخاذ القرار بالسفر فإنّه في أمسّ الحاجة لنصيحة صادقة مصدرها تجربة حقيقيّة تساعده في تيسير عملية الحجز أو تحديد مسار الرحلة أو التقليص من النفقات خلالها؛ وكلما كانت مشاركات التجارب الشخصية أكثر كلما شهدنا تنوعا أكبر وغنى أكثر في المحتوى المتاح، وبالتالي تزداد مساحة الاختيار لاسيّما أنّ الموضوعات المطروقة في المدونات أكثر تخصصا ودقّة والأهم أنها أقرب إلى الواقع، وذلك لأن كاتب المدونة لا يسعى لإرضاء الجميع، بل ينصب اهتمامه في ايصال معلومة أو رأي شخصيّ دون الاجتهاد في تجميل الوجهة بصورة قد تخدع المسافر أو تعرضه للصدمة عندما يزور المكان بنفسه، ونرى ذلك من خلال نوعية الصور المتاحة على المدونات، والتي وإن لم تكن مثاليّة إلا أنها تظل الأقرب الى الواقع، وهذا ما يسعى القراء لمعرفته قبل السفر إلى وجهة ما، أو على الأقل يحترمونه في منصة من هذا النوع.

وبمرور الأيام، تقل الحاجة للاعتماد على معلومات وكلاء السفر والمواقع أو المجلات الرسميّة لتحقيق معادلة السفر "المضمون" أو الناجح، وتصبح الاستعانة بمختلف المنصات الإلكترونية المتاحة أساسيّة، وبينما يرتفع عدد المسافرين العرب يوما بعد يوم، تبقى عدد المدونات الموجهة خصيصا للجمهور العربي محدودة جدا مقارنة بحجمه، لذا لا تستبعد فكرة مشاركة تدويناتك الخاصة على الشبكة لإثراء المحتوى العربيّ في هذا المجال، ففي السنوات القليلة القادمة على ما يبدو سنشهد تزايدًا في مدونات السفر، التي قد تصبح مرجعا رئيسيا يعتمده المتصفح العربيّ.