.. وآليات أعمال الإزالة. (عكاظ)
.. وآليات أعمال الإزالة. (عكاظ)




جانب من أعمال الإزالة في المدينة التاريخية. (عكاظ)
جانب من أعمال الإزالة في المدينة التاريخية. (عكاظ)




عبدالعزيز العيسى
عبدالعزيز العيسى
-A +A
حسين هزازي (جدة) h_hzazi@
في السعودية، يبدو أن «الثقافة» أضحت عملة، تنافس الذهب والمعادن الأخرى، لتقفز الأسئلة الصحافية المعتادة، أين وكيف ومتى ولماذا ومن؟

هناك في «شارع الذهب» الشهير في وسط جدة، الذي اكتسب شهرته من بنايات لطالما احتضنت قطع الذهب، بدأت أعمال الإنشاءات تزحف لتضع عملة من نوع آخر، مقياسها الثقافة التي تحفر وترصف وتخطط لاستثمار إنساني فريد عبر مشروع ثقافي لتطوير منطقة جدة التاريخية.


وتاتي أهمية هذا الشارع كونه يمثل جسداً لإرث ثقافي وتاريخي كاد يصاب نصفه بالشلل نتيجة غياب الامتداد البصري الذي اختصر جدة التاريخية عند جسر صغير كان تحت هذا الشارع ممراً للمشاة للقادمين من مكان يعرف بـ «باب البحر» إلى حيث مقصدهم النهائي باتجاه باب مكة شرقاً.

جدة التي تتنفس رئتها التاريخية اليوم، هي على موعد مع حوار ثقافي يسير على قدميه بطول الشارع الممتد حيث ميدان البيعة، المكان الذي بايع «الجداويون» فيه مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، فيما تتجدد بيعتهم للمستقبل برؤية جديدة وضعت الإنسان السعودي في قلب 2030 التي يراهن عرابها ولي العهد السعودي على أنها الطريق للعالم الأول.

يقول المشرف العام على إدارة جدة التاريخية عبدالعزيز العيسى «إن صناعة الثقافة اليوم تمر بمرحلة تحول في المفهوم لتجعل من الثقافة ممارسة حسية واجتماعية، ورافداً من روافد جودة الحياة في السعودية».

وأضاف، «الاهتمام بالمناطق التاريخية يأتي من زاوية تنويع المكون الثقافي والإنساني بما يعكس التناغم المادي والحسي في تأطير الثقافة من مجرد مشروع نخبوي إلى مشروع تفاعلي يساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 بمؤشرات أداء ثقافية في مختلف المناطق التاريخية في السعودية، وبمتابعة واهتمام من القيادة الرشيدة التي سخرت كل الإمكانات اللازمة لتحقيق تلك المؤشرات».

وأفاد العيسى بأن مشروع جادة المنطقة التاريخية في جدة، يمثل باكورة المشاريع الثقافية في هذه المنطقة التي ترصدها أعين المنظمات الدولية المعنية بالتراث الحضاري والثقافي، وهو ما يدفع باتجاه تحويل المنطقة التاريخية في جدة إلى قبلة ثقافية بالمعنى الواسع للثقافة الحية.

وأوضح أن الإجراءات التي تعمل عليها الوزارة، تهدف إفساح المجال حالياً للزائرين في رؤية المنطقة التاريخية بيسر وسهولة ودون عوائق بصرية أو مرورية، مما سيعزز أيضاً من القيمة الاستثمارية لدى ملاك المحلات في الأسواق التاريخية التي اشتهرت بها جدة منذ عقود طويلة، وهي أكثر من ثلاثة آلاف محل تجاري.

يشار إلى أن جدة التاريخية، كانت قد سجلت في منتصف العام 2014 من قبل لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو، ضمن قائمة التراث العالمي، باعتبارها من المواقع العالمية ذات الأهمية للجنس البشري على أكثر من صعيد، مما يجعلها تلقى اهتماماً عالمياً بالحفاظ عليها وحماية مكوناتها التي أعطتها هذه القيمة على المستوى الحضاري.