الأمير محمد بن سلمان أثناء لقائه فريق صحفيي وكالة بلومبيرغ الأمريكية (الجمعة).
الأمير محمد بن سلمان أثناء لقائه فريق صحفيي وكالة بلومبيرغ الأمريكية (الجمعة).
-A +A
حسام الشيخ (جدة)hussalshikh@
لم تجر العادة أن يتشارك 6 صحفيين في مقابلة مع شخص واحد، مهما كان منصبه، إلا أن وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية لم تجد سوى هذا الحل لمقابلة شخصية مثل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ما يعطي انطباعا مبدئيا بأن الوكالة تعلم جيدا قدرات الأمير الطموح، الذي يضع مصالح بلاده والشعب السعودي على رأس أولوياته، ضاربا بأي انطباعات غير موضوعية عرض الحائط، معتبرا أن المملكة خط أحمر، حين قال: لا يمكننا أن نخاطر بأمننا القومي لحساب أية علاقات مع دول أخرى.

ولي العهد الذي رأى فيه الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد استمرارا لنهج جده الملك المؤسس، وأبنائه الملوك من بعده، (اصعد بعزمك إن المجد متصل .. وهل تمل صعودا أيها الجبل)، لم يتحفظ في الرد على أي من أسئلة الصحفيين الـ6، رغم جرأتها ومباشرتها، شمروا عن سواعدهم لتجميع المعلومات بدقة، استعدادا لحوار مباشر، سعوا من خلاله للحصول على إجابات وافية شافية، لأسئلة تطرقت إلى كل المجالات، فيما كان بعضها ينبثق من إجابات الأمير ذاته. ما تمخض عنه أكثر من 8000 كلمة، بثتها ونشرتها كافة وسائل الإعلام المحلية والعالمية. واصفة الحوار بالجريء، ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأمير محمد بن سلمان يقف على كل صغيرة وكبيرة، فذاكرته كانت حاضرة بشكل لافت، ناهيك عن دعمه لإجاباته بالأرقام، وبدقة وشجاعة وموضوعية، لا تخرج إلا من رجل دولة، يثق في معلوماته ويلم بكافة تفاصيل الملفات والمواضيع المهمة والحساسة، الماثلة بين يديه، بخلاف إحاطته الواعية بكافة الأحداث في الساحة المحلية والإقليمية والدولية، ما أذهل فريق الصحفيين.


واعتمد الأمير محمد، كعادته، الصراحة والشفافية اللتين يتخذهما منهجا في كل لقاءاته بلا استثناء، لاسيما عندما تطرق إلى معلومة تاريخية لا ينكرها عاقل، حين قال: «إن المملكة التي سبقت وجود الولايات المتحدة بـ30 عاما قادرة على حماية مصالحها». مؤكدا أن الحكومة تحث الخطى للوصول إلى أفضل وضع للسعودية والسعوديين، اقتصاديا وأمنيا وسياسيا.