ابو هبشه
ابو هبشه
-A +A
عبدالعزيز أبوهبشة Aabuhabshah@
الصحة الإلكترونية مجال يستلزم التكامل بين التخصصات الصحية والتقنية والإدارية، ما يعني الحاجة إلى توفير المناخ المناسب لتبادل الخبرات وبناء الفرق وتأسيس البنية التحتية لتطوير المقدرات البشرية في هذا المجال، خصوصا أن التطور الكبير وما يرافقه من تدفق معلوماتي هائل في مجال الصحة الإلكترونية لا يوازيه عمل مؤسساتي ينظم الجهود الفردية ويوحدها.

المبادرات الفردية في مجال الصحة الإلكترونية لم تجد حتى الآن حاضنا، يتولى عمليات الدعم والتنسيق، ومن المعروف أن المبادرات الفردية حتى تحافظ على تألقها واستمرارها لابد من تحولها إلى عمل مؤسسي، صحيح أن المبادرات حتى الآن نجحت في تقديم العديد من الورش التعليمية وتنظيم المؤتمرات، وعلى الرغم من أهمية هذه الأنشطة في مد الجسور بين الخبرات وفرصة لتلاقح الأفكار، غير أنها مازالت غير كافية. وحتى تتسق هذه الجهود مع خطط التحول الوطني في مجال الصحة، فلعل البدء في إنشاء جمعية متخصصة تحت مظلة المركز الوطني للمعلومات الصحية هو الخطوة الأولى لتوحيد الجهود وتعزيز المبادرات، لتقوم هذه الجمعية فيما بعد بالتنسيق مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية من أجل دراسة سوق العمل، للتخصص ومراجعة لوائح التصنيف إضافة إلى تصميم البرامج التدريبية وبرامج التعليم المستمر ما يضمن الاستمرارية والوصول لكافة الشرائح ذات العلاقة.


إن المبادرات الفردية في مجال الصحة الإلكترونية أثبتت تميزها، ولكنها ومهما كان حجم الجهد المبذول والدعم الذي تحظى به غير قادرة على تحقيق التغطية الشاملة ولا تملك الغطاء القانوني للقيام بالكثير من الأنشطة والبرامج، ولعل الفرصة الآن مناسبة أكثر من أي وقت مضى ليقوم أصحاب المبادرات بتوحيد الجهود وتنظيم العمل لأجل الصالح العام ولأجل النهوض بالمجال، ولتخرج من عباءة تنظيم الورش التدريبية والمحاضرات والمؤتمرات التي على أهميتها فإن الحاجة إلى برامج مستدامة تسمح للقطاع الخاص بالمشاركة أكثر إلحاحا.