-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
تمتلك جدة تركيبة خفيفة وظريفة ما أطلق عليها «جدة غير»، وهي بكل ما فيها تعتبر مدينة مختلفة مشرعة نوافذها للمودة وأبوابها للوفاء وساحاتها للفرص الواعدة، كيف لا وهي كانت ومن الممكن أن تستمر عاصمة اقتصادية للوطن والفن والأدب؟

ولكن مع الأسف لم تتوفق مدينة جدة على امتداد تاريخها بخطة رائدة مخلصة، لتستمر في عنفوانها الاقتصادي والثقافي والفني، كل ما تم هو عمليات تجميل وقتية محدودة، إضافة إلى ضعفها لم تتناول المحاور التي تبني عليها مدينة مثالية، حتى أصبحنا نرى عملية سفلتة شارع هي إنجاز وإنشاء كوبري «يخر» و«يتلبك» من أول همسة أقصد من أول نقطة مطر، وترقيع الحفر ترف نتحف به بين حين وآخر.


ليس ذنب جدة تلك الظروف التي تكالبت عليها، حتى لم تسلم ممن ترعرع على خيرها وأمسى وأصبح أيقونته غيرها، جدة مدينة مرنة طيعة الانقياد، لمن يريد لها أن تصبح عروس البحر الأحمر والأبيض وكل الألوان، جدة تحتاج لمشروع مرشال لا رشة سحابة صيف.

جدة بوابة الحرمين تستحق لفتة مميزة، كنت أتخيل أن تكون أول مدينة سعودية تنشأ فيها سوق للمال أو البورصة، كنت أتمنى أن يكون فيها مركز ثقافي ومسرح وسينما، وكنت أحلم أن تضم جدة أكبر مركز إعلامي (مدينة إعلامية) تقصدها القنوات كافة، لتبث من جدة برامجها. ولا أدري ماذا في هذا من موانع أو عراقيل؟ تجعل التجار يحجمون عن إنشاء مثل تلك المدينة، دائما نؤخر الأفكار والمبادرات ثم نجيزها، لكن بعد أن «طارت الطيور بأرزاقها»!.. لماذا لم نشهد في واحدة من أكثر المدن الساحلية قبولا أجمل؟

منتجع سياحي يضم كل فعاليات البحر، وكل ألوان المتعة وليس فقط ألا يفرق بيني وبين القاطن بعيدا عن البحر هو «شورت» السباحة.

هناك حارة في جدة اسمها حارة المظلوم وأقول لم يكن ذلك الاسم موفقا، المفترض تسمية جدة كلها «المظلومة» حاشية.

كثر النقد على أمين جدة السابق وكنت أتمنى أن ينتقد كما ينتقد الآن وباسمه وهو على كرسي الأمانة، وأنا هنا لست مدافعا عنه ولكن الأمانة تقضي إذا كنا ناوين على انتقاده وباسمه فلنقلها، كما أسلفت وهو متسنم أمانة الأمانة، تبون الحقيقة. أمانة جدة من «بادي الوقت» لم ينجح أحد.